منذ أيام شهدت مكتبة الشروق بداندى مول، لقاء مفتوحا مع الكاتب خالد الخميسى، تشارك خلاله مع القراء فى العديد من القضايا التى باتت تمثل هما عاما. هذا اللقاء كان أهم ما يميزه فى رأى الكاتب هو تباين فئات واهتمامات الجمهور الذى شارك به، والذى كان على رأسه المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة جريدة «الشروق» ودار الشروق، حيث شمل إلى جانب بعض القراء العرب، أساتذة جامعة، وطلابا، وشبابا وغيرهم. التباين والتنوع كانتا السمتين اللتين ميزتا أيضا الموضوعات التى طرحت للنقاش، والتى تصدرها القلق المشترك على مستقبل اللغة العربية، وتواريها الآن لصالح اللهجة العامية واللغات الأخرى. ورغم أن بعض الآراء أرجعت هذه المشكلة إلى انتشار اللهجة العامية ومثيلاتها فى الكتابة الأدبية حاليا، وتهاون دور النشر فى هذا الإطار، إلا أن الكاتب خالد الخميسى أكد أن المسئولية الأكبر فى هذه المسألة تقع على مناهج التعليم المتخلفة، التى قال إنه يبدو أن هناك قصدية فى اختيار الأسوأ منها دائما لتدريسه فى المدارس. وانتقد الكاتب رداءة وخفة الموضوعات التى يتم تدريسها منذ عشرات السنين. من ناحية أخرى لم تغب قضية التغيير وضرورته الحالية، عن حوار الخميسى مع قرائه، حيث وصف الكاتب الحالة التى تعيشها مصر الآن بالغليان الجماعى، وقال ل«الشروق» إن المجتمع بأكمله يغلى»، مدللا على حديثه بحجم الاعتصامات والحراك الشعبى، والفئوى المنتشر فى الفترة الأخيرة، والذى تعكسه أيضا الأنشطة المختلفة على الفيس بوك والمدونات، وحركة النشر المتسارعة، وانتشار المكتبات ودور النشر المختلفة. لكن الخميسى رفض اختزال هذا الحراك فى الحملة التى يقودها «د. محمد البرادعى»، موضحا أن دور الفرد الواحد على أهميته لا يصنع حراكا. أيضا لم يغب الأدب عن الحوار الذى جمع صاحب «تاكسى المشاوير»، و«سفينة نوح» بقرائه، حيث تناول الجمهور الكتابين بالمناقشة والمقارنة أيضا، مشيرين إلى الطفرة التى ميزت المشروع الإبداعى الثانى للخميسى «سفينة نوح» من حيث التكنيك السردى، وأدوات اللغة والبناء، بما فيها من جدة واختلاف عن مشروعه الأول «تاكسى حواديت المشاوير» وهو الرأى الذى قال الخميسى إنه أسعده كثيرا.