يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف في الثامن عشر من شهر مايو من كل عام، وهو احتفال دولي يقوم بتنظيمه المجلس الدولي للمتاحف منذ عام 1977، يهدف لإقامة حدث سنوي لزيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف وتوعية الجمهور العالمي إلى أنشطتها المختلفة عن طريق إطلاق العديد من الفعاليات والندوات التي تُبرز دور المتاحف في المجتمع. وخلال اليوم العالمي للمتاحف يتم تنظيم الأحداث والأنشطة المخطط لها للاحتفال، والتي يمكن أن تستمر الاحتفالات يومًا أو عطلة نهاية أسبوع أو أسبوعًا كاملاً، حيث تنظم المتاحف المشاركة بعض الأحداث والأنشطة الإبداعية المتعلقة بموضوع اليوم العالمي للمتاحف، وتتفاعل مع جمهورها وتسلط الضوء على أهمية دور المتاحف كمؤسسات تخدم المجتمع وتنميته. وتزامنا مع يومها العالمي، تتناول "الشروق" في سلسلة على مدار أسبوعا كاملا بعض المتاحف الأثرية غير المعروفة كثيرا للمصريين، لتسرد معلوماتها وتحكي قصصها المختلفة، للتوعية بها وبأهميتها. متحف جاير أندرسون باشا وفقا لتقرير أعدته وزارة السياحة والآثار، ونشرته عبر موقعها الرسمي، للتعريف بالمتحف التاريخي، فيُعد متحف جاير أندرسون، الذي يقع بشارع أحمد بن طولون في السيدة زينب، من أهم المعالم الأثرية الإسلامية في مصر، والتي تتميز بتصميمها المعماري الشرقي. منزلين منفصلين لحداد وجزار كان المتحف في الأصل عبارة عن منزلين منفصلين تم بنائهما خلال العصر العثماني بجوار بعضهما البعض، شيد المنزل الأول المعلم عبد القادر الحداد، في عام 1540، وكانت السيدة آمنه بنت سالم آخر من امتلكته. أما المنزل الثاني فشيده الحاج محمد بن سالم بن جلمام الجزار، في عام 1631، وتعاقبت على سكنه أسر مختلفة حتى سكنته سيدة من جزيرة كريت فعُرف باسم بيت "الكريتلية" نسبة إليها. وفي عام 1935، سكن المنزلين الضابط الإنجليزي جاير أندرسون، وربطهما ببعضهما البعض عن طريق ممر. الضابط الإنجليزي يهب المنزل بمقتنياته بدأت فكرة إنشاء المتحف عام 1942، حين غادر جاير أندرسون مصر، واهباً المنزل ومجموعاته الأثرية النادرة التي جمعها على مدار حياته من مختلف العصور والأقطار، إلى لجنة حفظ الآثار العربية. ويتكون المتحف من عدد من القاعات المجهزة بأثاث من نفس طراز القاعة فمنها الأندلسية والدمشقية والصينية، بالإضافة إلى مجموعة قاعات تتبع عمارة المنزل منها الحرملك، والسلاملك، والاحتفالات وغيرها. السينما المصرية والعالمية وتميز المتحف الذي عُرِف باسم " الكريتلية" بطراز معماري فريد، حيث المشربيات وأجواء العصور القديمة في مصر، ما جعله مزاراً مميزاً للمصريين والأجانب على السواء، وأهّله لأن يكون موقعاً مميزاً لتصوير كثيرٍ من الأفلام السينمائية التي حملت روح مصر، مثل الأفلام المقتبسة من روايات نجيب محفوظ، وأهمها "الحرافيش" و"قصر الشوق"، وكثير من الأفلام على مدار السنوات، وفقا لما ذكره تقرير سابق أعدته "الاندبندنت". ولم يقتصر الأمر فقط على السينما المصرية، إنما امتدّ إلى السينما العالمية، إذ صوِّر به بعض لقطات فيلم "الجاسوس الذي أحبني"، وهو أحد أفلام جيمس بوند، التي تم إنتاجها في أواخر السبعينيات. من هو جاير أندرسون باشا؟ جاير أندرسون باشا هو ضابط إنجليزي، أتم دراسته للطب العاصمة البريطانية لندن وعين بالقسم الطبي بالجيش الإنجليزي، في سنة 1904م، ثم انتقل إلى خدمة الجيش الإنجليزى بمصر سنة 1907. وعندما أُحيل إلى التقاعد في عام 1934 لم يغادر مصر لحبه الشديد لها، وفي أثناء تجواله بمنطقة السيدة زينب شاهد المنزلين، وأعجب بهما. وفي عام 1935، تقدم أندرسون بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية بأن يسكن في البيتين وأن يقوم بتأثيثهما على الطراز الإسلامي العربي، ويعرض فيهما مجموعته الأثرية من مقتنيات أثرية فرعونية وإسلامية وآسيوية، على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكاً للشعب المصري بعد وفاتة أو حين يغادر مصر نهائياً، فوافقت اللجنة. وما إن غادر أندرسون المنزل عام 1942، حتى نفذت الوصية وآل البيتين وما فيهما إلى مصلحة الآثار العربية التي جعلت منها متحفاً باسم "جاير أندرسون".