صوّت مجلس النواب الأميركي،الأربعاء، لصالح قرار بتوسيع التعريف المعتمد في وزارة التعليم لمصطلح معاداة السامية، في خطوة لا تزال بحاجة لأن يقرّها مجلس الشيوخ وتأتي ردّاً على الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين في جامعات البلاد، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية. *مظاهرات الطلبة ويتّهم جزء من السياسيين الأميركيين المتظاهرين في الجامعات ب"معاداة السامية"، ويستدلّون على ذلك،برفع المحتجّين شعارات معادية لإسرائيل، التي تعد أكبر حلفاء للولايات المتّحدة في الشرق الأوسط. * ماصيغة التعريف الجديد؟ بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ينص النص الجديد :"معاداة السامية هي تصوّر معيّن لليهود يمكن أن يتجلّى بكراهية تجاههم. تستهدف المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية أفراداً يهوداً أو غير يهود و/أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة". *متى بدأ استخدام المصطلح؟ كان الصحفي وليام مار أول من استخدم مصطلح معاداة السامية عام 1879 وذلك لتمييز الحركة المضادة لليهود *مغالطة ومن المغالطات الكبيرة خروج هذا المصطلح إذ إن اليهود الأوروبيين الذين اخترعوا هذا المصطلح لا ينتمون إلى الساميين، بل هم أوروبيون يعيشون في أوروبا منذ قرون، وأن الساميون هم نسل سام بن النبي نوح الذين عاشوا في الجزيرة العربية ومحيطها الجغرافي. * الاحتلال وترسيخ المفهوم ومن المراحل الهامة المرحلة التي تطور فيها المفهوم كانت بعد حرب 1967 واحتلال الأراضي الفلسطينية. فبعد حرب 67 تم توجيه انتقادات شديدة لإسرائيل لاحتلالها أراضٍ عربية من ضمنها الضفة الغربيةوغزة والجولان وسيناء، وتوجيه ضغط عليها للانسحاب. بدأت إسرائيل تبحث عن طريقة لقمع من ينتقدها في هذا السياق. أبرز من كتب عن ذلك نورمان فينكلشتاين في كتابه صناعة الهولوكوست، فأشار إلى أنه بدأ التحول بضرورة استخدام التخويف من هولوكوست جديد قد يحدث لليهود في فلسطين عبر استخدام معاداة السامية وربطها بدولة إسرائيل، وربطها ببقاء اليهود، وفقا لدراسة للباحث خلدون البرغوثي. * تغطية جرائم إسرائيل ومع العدوان الأخير الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد استمر تطويع المصطلح للتغطية على انتهاكات وجرائم إسرائيل. ويرى الباحث خلدون البرغوثي، أن المصطلح بات استعماله ضد معاداة السامية خدمةً لمصالح أجندة الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك من خلال تعريف التحالف، يولّد نوعًا آخر من العنصرية: إنها العنصرية ضد الفلسطينيين التي وصفتها رابطة المحامين العرب الكنديين بأنها "شكل من أشكال العنصرية المناهضة للعرب التي تُسكت الفلسطينيين أو سردياتهم، أو تُقصيهم، أو تمحوهم أو تُلصق بهم صورًا نمطية، أو تشوّه سمعتهم أو تجرّدهم من الإنسانية". وتكتسي هذه العنصرية أشكالًا مختلفة يعرضها تقرير رائد صادر عن رابطة المحامين العرب الكنديين، من بينها "تشويه سمعة الفلسطينيين وحلفائهم من خلال الافتراء عليهم عبر وصفهم مثلًا بأنهم معادون للسامية بطبيعتهم، أو يشكّلون تهديدًا إرهابيًا أو متعاطفون مع الإرهاب، أو معارضون للقيم الديمقراطية". في رسالة مفتوحة للمجتمع الدولي نُشرت في المجلة الأدبية الإلكترونية (إن+1) ووقّع عليها آلاف الفنانين حول العالم، عبّر كُتّاب يهود عن رفضهم ل"الخطاب السائد الذي يعِدّ أي انتقاد لإسرائيل معاداة للسامية". وأشار الكتّاب اليهود في رسالتهم إلى أن مفهوم معاداة السامية استُخدم حتى الآن "لحماية إسرائيل من المساءلة، ولإخفاء حقيقة الاحتلال، وإنكار السيادة الفلسطينية"، وأن المفهوم نفسه يستخدم اليوم "لتسويغ قصف إسرائيل لغزة، وإسكات الانتقادات داخل المجتمع الدولي". وذكر الكتّاب اليهود أنهم شعروا بحزن عميق بسبب استخدام إسرائيل ل"الحرب ضد معاداة السامية ذريعة لارتكاب جرائم حرب بقصد الإبادة الجماعية".