وزيرة التضامن الاجتماعي تفتتح أعمال تطوير مجمع خدمات متعددي الإعاقة بالطالبية    «الري» تعلن موعد انطلاق أسبوع القاهرة السابع للمياه    محافظ أسوان يتفقد المدارس للإطمئنان على جاهزيتها قبل العام الدراسي الجديد    «إعاشة وأنشطة وهوايات».. رئيس «بنها» يطمئن على أعمال الصيانة بالمدن الجامعية    وزير الخارجية: مفاعلات الضبعة النووية ستسهم في توليد 4.8 جيجاوات من الكهرباء    العملات المشفرة تنتعش قبيل اجتماع «الفيدرالي» الأمريكي    المالية: سياسات مالية محفزة للتدفقات الاستثمارية والإنتاجية والتصديرية    «العربية للتصنيع» تعلن تلبية احتياجات نادي الزهور الرياضي بمنتجات متميزة وبأسعار تنافسية    وزير الخارجية: نسعي لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد الاثيوبى    وزير الزراعة يعلن فتح السوق الكوستاريكي أمام صادرات مصر من البصل الطازج    وزير الإسكان يبحث استخدام الحلول المتطورة لإدارة منظومة مياه الشرب والصرف الصحي    غدا.. الأردن يستضيف اجتماعًا للجنة العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك لوقف الحرب على غزة    المبعوث الأمريكي ل«ليبيا» يزور مقر الجامعة العربية    «طوفان الأقصى» يفتت البيت الزجاجي الإسرائيلي.. وتوقعات بإقالة «جالانت» اليوم    الرئيس السيسي يتلقى اتصالا هاتفيا من العاهل الأردني لبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية    تشكيل ميلان المتوقع أمام ليفربول في دوري الأبطال    أحمد فتوح يعود لتدريبات الزمالك بفرمان من جوميز وخطة لإعداده نفسيا    وزير الشباب والرياضة يستقبل الممثل المقيم الجديد لمنظمة UNFPA ويبحث آفاق التعاون المستقبلي    أمن الجيزة يكشف لغز حرق مصنع ملابس بالطالبية    ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة مستمرة.. الأرصاد تعلن موعد انكسار الموجة (فيديو)    السجن المشدد 7 سنوات لعاطلين وسيدة بتهمة سرقة سائق بالقاهرة    العثور على جثة شاب مجهول الهوية داخل مخزن مدرسة بالفيوم    القوات البحرية تنقذ 3 سائحين بريطانيين بالبحر الأحمر    "بعد صراع مع المرض" رحيل الزميل أحمد قاعود رسام الكاريكاتير.. فيديو    أطفال المحافظات الحدودية يواصلون إبداعاتهم بمطروح ضمن أسبوع «أهل مصر»    القناة الأولى تحتفي بذكرى ميلاد الشيخ محمود خليل الحصري.. أحد أشهر قراء القرآن    تفاصيل فيلم «رحلة 404» بعد اختياره لتمثيل مصر في الأوسكار    ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة 41252 شهيدا و95497 مصابا    وفاة المخرج إيمان الصيرفي    إضاءة المركز القومى للمرأة باللون البرتقالى فى اليوم العالمى لسلامة المرضى بالإسكندرية    دعاء خسوف القمر.. ردد أفضل الأدعية تفتح الأبواب المغلقة    وكيل الصحة بالقليوبية يتفقد مستشفى القناطر الخيرية العام.. ويوجه بالتوسع في أسرة العنايات والحضانات    وكيل تعليم مطروح يطمئن على توفير معايير الأمن والسلامة بالمدارس وصرف الكتب الدراسية (صور)    وصول 63 ألف طن قمح روماني و2100 رأس عجول حية لميناء سفاجا البحري    أمن الفيوم يكشف تفاصيل إنقاذ فتاة حاولت التخلص من حياتها    بعد شكاوى «الخط الساخن».. «مياه قنا» توضح حقيقة «التلوث»    بمختلف المحافظات..رفع 47 سيارة ودراجة نارية متهالكة    التعليم العالي: غلق كيان وهمي جديد بالشرقية    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 والقنوات الناقلة    محسن هنداوي: تركت كرة القدم بسبب الظلم وأعمل في تجارة الحديد    محسن صالح: انتقال محمد علي بن رمضان للأهلي لن يتم في الوقت الحالي    اتحاد الكرة يجتمع الخميس لتحديد موعد انتخابات رابطة الأندية وخليفة بيريرا    إنترناسيونال يهزم كويابا في الدوري البرازيلي    وزير الإسكان ومحافظ الجيزة يستعرضان مخطط تطوير المنطقة المحيطة بالأهرامات    ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات أوروبا الوسطى إلى 16 قتيلا وعشرات الجرحى    وزير الأوقاف السابق: من يسرق الكهرباء فهو يسرق الشعب والدولة    تقرير: أكثر من مليون قتيل وجريح في الحرب الروسية الأوكرانية    مالي.. انفجارات وإطلاق نار في العاصمة باماكو    أستاذ صحة عامة: مبادرة «100 يوم صحة» قدمت ملايين الخدمات للمواطنين مجانا    خالد عبد الغفار يبحث تعزيز استخدام التكنولوجيا بالقطاع الصحي    أسعار الفاكهة اليوم الثلاثاء 17-9-2024 في المنيا    موعد عرض الحلقة 4 من مسلسل برغم القانون بطولة إيمان العاصي.. هل تفقد طفلها؟    إعلام إسرائيلي: نتنياهو يحصل على ضوء أخضر لضم جدعون ساعر    "جولة منتصف الليل".. إحالة 4 أطباء في مستشفى بأسيوط للتحقيق    تكريم 100 طالب والرواد الراحلين في حفظ القرآن الكريم بالأقصر    د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله    تعرف على إحصائيات التنسيق الفرعي لمرحلة الدبلومات الفنية بمكتب جامعة قناة السويس    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن تناقضات التعافى الاقتصادى
نشر في الشروق الجديد يوم 17 - 04 - 2024

تشهد هذه الأيام فعاليات الاجتماعات نصف السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين فى واشنطن، تتبعها اجتماعات أخرى فى نيويورك عن تمويل التنمية فى الأمم المتحدة.
وتجتهد التقارير الدولية، التى ستُناقش مع وفود الدول المحتشدة، فى تتبع الاقتصاد العالمى بين رصد وتوقع مؤشرات النمو والتضخم. ولكنها فى حمى المتابعة للشعور بالتعافى تكاد لا تعير ما يستحق من انتباه من ضعف فى النمو وتفاوت فى أرقامه بين اقتصادات العالم، وأن مكونات التضخم ما زالت عصية فى استجابتها لإجراءات التقييد النقدى باستمرار رفع أسعار الفائدة. فالدول المتقدمة والنامية مثقلة بصراعات جيو - سياسية وإجراءات حمائية تسببت مجتمعة فى تفتت الاقتصاد العالمى وتعويق آليات التجارة والاستثمار عن القيام بدورها فى دفع النمو عن رقمه الحالى المستقر عند رقم منخفض لم يتجاوز 3.2 فى المائة فى العام الماضى، وهو الرقم المتوقع نفسه للعام الحالى والمقبل أيضًا. ولا يمكن إغفال تفاوت الأداء بين البلدان المتقدمة؛ حيث يتحسن أداء نمو الاقتصاد الأمريكى نسبيًا مدفوعًا بمرونة سوق العمل وزيادة الإنتاجية.
وهناك بدايات للاقتصاد اليابانى لاستعادة مسار موجب للسياسة النقدية برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 17 عامًا متمردة على أرقام سلبية ليصبح فى مدى صفر حتى 0.1 فى المائة مع زيادة فى معدل الأجور عن معدل أسعار المستهلكين، متزامنًا ذلك مع ارتفاع فى بورصاتها بأرقام أعلى مما شهدته منذ أكثر من ثلاثة عقود. على النقيض من ذلك، يتباين أداء الاقتصادات الأوروبية؛ فمؤشرات الاقتصاد البريطانى تؤشر إلى مرحلة ممتدة من نمو متدنٍ بتضخم مستمر مدفوع بقيود على المالية العامة وترقب فى تغيرات سياسية ضخمة.
وفى منطقة اليورو يتأرجح النمو بين 0.4 فى المائة و0.8 فى المائة بين العامين الماضى والحالى، ويدخل الاقتصاد الألمانى فى مرحلة غير معتادة على أدائه المعتاد قبل بداية هذا العقد وأزماته وما شهده من حرب فى أوكرانيا. ويفسر المعضلة الألمانية اعتماد ماكينة اقتصادها على العوامل الخارجية فيما كان من استيرادها طاقة رخيصة من روسيا ومدخلات إنتاج من الصين، ثم تصدير منتجاتها النهائية والوسيطة إليها، وهى عوامل أربكتها الصراعات الجيو - سياسية والقيود الحمائية. وتسعى الزيارة الأخيرة للمستشار الألمانى أولاف شولتس لتيسير الاستثمارات والتجارة مع الصين التى ما زالت تحتل مركز الشريك التجارى الأول لبلاده على مدار السنوات الثمانى السابقة. وحاليًا، يحاول الاقتصاد الصينى الانفلات مما يُعرَف بفخ الدول المتوسطة الدخل.
فبعد ثلاثين عامًا من النمو المرتفع بمتوسطات سنوية اقتربت من 10 فى المائة حتى نهاية العقد الماضى، انخفض النمو ليتراوح بين نصف وثلث هذا المعدل فى الأعوام الأخيرة. ويُعيد الاقتصادى نوريل روبينى، الذى شارك فى منتدى عقد مؤخرًا فى بكين تحت عنوان «التنمية المستمرة فى الصين»، إلى عوامل داخلية منها الاعتبارات الديموغرافية بزيادة الأعمار وتحديات فى قطاع العقارات وارتفاع المديونيات العامة والخاصة. وإن تصاعد موجات الحمائية ومحاولات تفكيك العولمة الاقتصادية والقيود التى تفرضها السياسات الصناعية الغربية على مدى التعاون التكنولوجى، هى ما يعرقل حركة الاستثمار الأجنبى المباشر ومن ثم تحجيم نمو القطاعات التى تستفيد منه فى الصين.
وفى الزيارة الأخيرة لوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى الصين طالبت بكين بتغيير استراتيجيتها للنمو الاقتصادى التى جعلت فوائض إنتاجها تهدد بمزيد من «المخاطر لأوضاع العاملين والأعمال فى الولايات المتحدة وحول العالم» وفقًا لتصريحاتها.
وينذر ما سبق بأن تقابل فوائض الإنتاج هذه بمزيد من قيود التجارة، خاصة مع تفسيرها بأنها ناجمة عن الدعم المالى لهذه الصناعات، وليس لقلة الطلب المحلى بسبب زيادة الادخار كما يفسره اقتصاديون صينيون، مثل ياو يانج، الأستاذ بجامعة بكين الذى دعا إلى تحويل هذه المدخرات إلى مزيد من الاستثمارات الصينية إلى الخارج، بما فى ذلك إلى الولايات المتحدة. ومن الأسواق الناشئة فى مجموعة العشرين تستمر الهند فى نموها المرتفع ومن بعدها إندونيسيا، ثم تأتى بعدهما اقتصادات أمريكا اللاتينية الممثلة بالمكسيك والأرجنتين والبرازيل بنمو أعلى من بعض التوقعات ولكنه ما زال منخفضًا.
أما أداء باقى اقتصادات بلدان عالم الجنوب فيأتى، باستثناءات لبلدان أعلى دخلاً، متواريًا مهمشًا بقليل من الاكتراث عن أوضاعه وبإشارات عن معاناتها من تراجع فى النمو وزيادة فى الديون وانحسار التدفقات المالية الجديدة إليها.
ويكفى أن نشير إلى تزايد فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة للبلدان النامية لما يقترب من 4 تريليونات دولار سنويًا مع تراجع حاد فى صافى التدفقات المالية للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بخاصة مع ارتفاع أعباء سداد المديونية الخارجية لما يتجاوز ما تنفقه هذه البلدان على كل مجالات التعليم والصحة والخدمات الأساسية مجتمعة.
بما دعا التقرير الأخير للأمم المتحدة لتمويل التنمية إلى التحذير من ضياع الفرصة الأخيرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتى صارت أبعد منالاً مع اقتراب العالم من خط النهاية فى عام 2030.
فأى تعافٍ للنمو يطنطن به البعض بينما أوضاع التنمية تشتكى شح التمويل وغلبة الديون وانحسار الاستثمار وتعويق التجارة بصراعات جيو - سياسية.
فأزمات التنمية التى تعانى منها بلدان عالم الجنوب لن يسلم من تبعاتها من يظن أنه بمنعة منها بمؤشرات نمو متهافتة أو بتحركات البورصات المتصاعدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.