عادت أسعار خام الحديد إلى الارتفاع، بعد تراجعها إلى أقل مستوياتها منذ 10 شهور، حيث ساهمت مشاعر التفاؤل ببدء التعافي الاقتصادي في الصين، في مواجهة حالة الضعف في سوق الصلب. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن أسعار العقود الآجلة للصلب في تعاملات سنغافورة ارتفعت بنسبة 2% إلى أكثر من 102 دولار للطن، بعد تراجعها بنحو 4% في وقت سابق ليسجل أقل من 100 دولارا للطن. وأظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة في الصين اليوم تحسن وتيرة نمو النشاط الاقتصادي لقطاع التصنيع في البلاد خلال مارس الماضي بفضل زيادة تدفقات الأعمال الجديدة. وارتفع مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين الصادر عن مؤسسة إس أند بي جلوبال إلى 1ر51 نقطة خلال الشهر الماضي مقابل 9ر50 نقطة خلال الشهر السابق. وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط. وجاءت بيانات مديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين سواء الحكومية الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني أو عن مؤسسة كايشين الخاصة أفضل من توقعات المحللين. في الوقت نفسه ما زال القطاع العقاري الذي يعتبر محركا رئيسيا للطلب على الصلب، يعاني من الأزمة المستمرة منذ سنوات، مع مؤشرات قليلة على قرب خروجه من الأزمة. وانعكس هذا على أسعار خام الحديد التي تراجعت بأكثر من 25% منذ بداية العام الحالي. وتزامنت حالة خيبة الأمل بشأن الطلب مع فترة من الوفرة النسبية في العرض، حيث شهدت أستراليا، أكبر مصدر لخام الحديد في العالم ارتفاعًا في صادراتها في الأسبوع المنتهي في 15 مارس الماضي وفق أحدث البيانات المتاحة، كما وصلت المخزونات الموجودة في الموانئ الصينية إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام مسجلة حوالي 142 مليون طن. وتجاوزت تداعيات تراجع أسعار خام الحديد حدود الصين، من خلال الإضرار بإيرادات شركات التعدين الكبرى في العالم مثل بي.إتش.بي جروب وريو تينتو جروب وفالي إس.أيه. وتحقق أستراليا حوالي ثلث إجمالي إيراداتها من صادرات المعادن. وبحلول الساعة الخامسة و53 دقيقة مساء بتوقيت سنغافورة جرى تداول خام الحديد بسعر 102 دولارا للطن بارتفاع نسبته 9ر1%. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام داليان بنسبة 8ر3% بعد ارتفاعها بشدة في تعاملات الظهيرة.
