اتهمت اللجنة الأولمبية الدولية روسيا بالقيام "بمحاولة ساخرة لتسييس الرياضة" من خلال دورة ألعاب الصداقة التي تستعد لاستضافتها، وطالبت جميع الأطراف المعنية لعدم المشاركة فيها أو دعمها. يذكر أنه تم عزل روسيا بشكل أساسي بعدما تم منعها من المشاركة في الفعاليات الرياضية الدولية منذ بدء غزوها لأوكرانيا عام 2022، رغم سماح اللجنة الأولمبية الدولية للرياضيين من روسيا وبيلاروس بالمنافسة في أولمبياد باريس هذا العام، كمحايدين وفي ظل معايير أهلية صارمة. ومن المقرر أن يتخذ المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية اليوم الثلاثاء قراره عما إذا كان سيتم السماح لروسيا وبيلاروس بالمشاركة في حفلي الافتتاح والختام في أولمبياد باريس 2024 هذا الصيف، من عدمه. وأثناء اجتماع المجلس التنفيذي بمدينة لوزان السويسرية، نشرت اللجنة الأولمبية الدولية بيانا شديد اللهجة يعارض تماما ألعاب الصداقة التي ذكرت روسيا أنها ستجري نسختها الصيفية في وقت لاحق من هذا العام في العاصمة الروسية موسكو وكذلك في مدينة إيكاتريننبرج، بالإضافة لنسخة أخرى شتوية ستقام عام 2026 في سوتشي. وجاء في بيان للجنة: "تشير اللجنة الأولمبية الدولية إلى أنه، خلافا للمبادئ الأساسية للميثاق الأولمبي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعتزم الحكومة الروسية تنظيم فعاليات رياضية ذات دوافع سياسية بحتة في روسيا". أضاف البيان أن الحكومة الروسية شنت "هجوما دبلوماسيا مكثفا للغاية" لجذب المشاركين بالدورة، و"لجعل دوافعهم السياسية البحتة أكثر وضوحا، فإنهم يتحايلون عمدا على المنظمات الرياضية في البلدان المستهدفة". وتابعت اللجنة الأولمبية الدولية "هذا انتهاك صارخ للميثاق الأولمبي ولقرارات الأممالمتحدة المختلفة في نفس الوقت. إنها محاولة ساخرة من جانب الاتحاد الروسي لتسييس الرياضة". وكشفت مقاطع فيديو في روسيا أن الرياضيين من جميع أنحاء العالم سيجتمعون ويتنافسون للحصول على جوائز مالية كبيرة في ألعاب الصداقة التي ينظر إليها منتقدوها على أنها محاولة لتقويض العقوبات الرياضية المفروضة بعد غزو أوكرانيا. وأقيمت ألعاب الصداقة لأول مرة في الاتحاد السوفييتي ودول الكتلة الشرقية الأخرى عام 1984، وشملت بشكل رئيسي الدول التي قاطعت الألعاب الأولمبية في ذلك العام التي استضافتها مدينة لوس أنجليس الأمريكية. ومن المقرر أن تلعب روسيا أيضا مباراة ودية لكرة القدم هذا الأسبوع ضد صربيا، بينما يظل قرار المنع عن المشاركة في المنافسات الكروية الدولية ساريا على الأندية والمنتخبات الوطنية الروسية. وسبق للمنتخب الروسي لكرة القدم خوض مباريات ودية أمام عدد من المنتخبات عقب غزو أوكرانيا، كان من بينها لقاءات ضد العراق وإيران وكوبا والكاميرون. وفي يونيو القادم، تستضيف روسيا أيضا ألعاب البريكس في مدينة كازان، والتي تجمع رياضيين من المنظمة التي تضم البرازيلوروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة. وفيما يتعلق بألعاب الصداقة، أشارت اللجنة الأولمبية الدولية إلى أن لجنة الرياضيين التابعة لها "إجبار الرياضيين من قبل حكوماتهم على المشاركة في مثل هذا الحدث الرياضي المسيس بالكامل، وبالتالي استغلالهم كجزء من حملة دعائية سياسية". وشددت اللجنة الأولمبية الدولية في بيانها على أن "الحكومة الروسية تظهر أيضا عدم احترام تام للمعايير العالمية لمكافحة المنشطات ونزاهة المسابقات". وأوضحت "هذه هي نفس الحكومة التي تورطت في برنامج المنشطات المنهجي في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية سوتشي 2014، ولاحقا، التلاعب ببرامج وبيانات مكافحة المنشطات". وتحدثت اللجنة أيضا عن "عدم احترام الرياضيين ونزاهة المسابقات الرياضية"، وخلصت إلى أن "الحركة الأولمبية تدين بشدة أي مبادرة لتسييس الرياضة بشكل كامل، ولا سيما إقامة أحداث رياضية مسيسة بالكامل من جانب الحكومة الروسية". وشددت اللجنة في ختام بيانها "تحث اللجنة الأولمبية الدولية بقوة جميع أصحاب المصلحة في الحركة الأولمبية وجميع الحكومات على رفض أي مشاركة أو دعم لأي مبادرة تهدف لتسييس الرياضة الدولية بشكل كامل".