أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، استمرار إثيوبيا في تعلية الممر الأوسط لسد النهضة تمهيدا للملء الخامس، مضيفًا أن أديس أبابا قد تستغل توقف المفاوضات لتنتهي من تعلية المسافة المتبقية، وهي في حدود 20 مترا، ليكتمل التخزين الأول الكامل في الصيف المقبل. وأضاف شراقي، في تصريحات ل«الشروق»، أن أديس أبابا بدأت تجفيف وتعلية الممر الأوسط مبكرا، مع نهاية ديسمبر الماضي، بعدما كانت تنتظر في السنوات السابقة حتى فبراير أو مارس، وهو ما يمحنها الوقت والأريحية لتعلية الممر الأوسط قبل موسم الأمطار في الصيف المقبل. وأشار إلى أن أحدث صور الأقمار الصناعية تظهر استقرار منسوب بحيرة سد النهضة عند 35 مليار متر مكعب، بعد تمرير نحو 6 مليارات متر مكعب عبر بوابتي التصريف، المغلقتين قبل شهر تقريبًا، مشيرا إلى أن سد النهضة يمرر كميات قليلة حاليًا من المياه لا تتعدى 15 إلى 20 مليون متر مكعب يوميا، وهي تساوي كمية المياه الواردة من بحيرة تانا، ما يعني استقرار مخزون البحيرة دون نقصان أو زيادة تقريبًا. وأوضح أن إثيوبيا تمرر المياه حاليًا من فتحات توربينات توليد الكهرباء، التي تعمل لعدة ساعات فقط، بعدما أغلقت بوابتي التصريف، التي كانتا تمرران 70 إلى 80 مليون متر مكعب يوميا. وقدر شراقي التخزين في سد النهضة خلال السنوات الأربع الماضية بإجمالي 41 مليار متر مكعب، متوقعة أن يكون الملء المقبل "ضخما" كالملء الرابع. فيما شدد رئيس مجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، في بيان هذا الأسبوع، على أن الأمن المائي لجمهورية مصر وجمهورية السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، معربا عن رفض المجلس أي عمل أو إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل. وأكد المجلس، في اجتماعه الأحد الماضي، دعم ومساندة دول مجلس التعاون لكل المساعي التي من شأنها أن تسهم في حل ملف سد النهضة بما يراعي مصالح كل الأطراف، وضرورة التوصل لاتفاق بهذا الشأن وفقاً لمبادئ القانون الدولي وما نص عليه البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021.
