علّق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس وعضو المجلس الثوري بحركة فتح، على اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الجزئي للأسرى بين المقاومة والاحتلال. وأرجع الرقب الوصول إلى الاتفاق على هدنة إنسانية إلى الجهد المتواصل من الجانب المصري وخبرته في المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي جاءت بعد 46 يوماً من القتال العنيف الذي لم يشهده قطاع غزة من قبل. وقال الرقب ل"الشروق"، إن طيلة أكثر من 20 يوما من المفاوضات والوساطات الأمريكية القطرية، كانت محاولات في المراوغة وكسب الوقت وإطالة الأمد، عسى أن أن يصل لطرف خيط في موضوع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وخاصة في مستشفى الشفاء؛ لكنه عندما تأكد له فشله وافق على الصفقة مرغماً. ووصف الرقب الصفقة بأنها فرصة لتبريد الحرب والتقاط الشعب الفلسطيني أنفاسه، لكنه وكما جرى سابقاً في عدوان عام 2014 فقد شهدت أيام الحرب على غزة عدة هدن، ثم استأنف الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة، وهي النية ذاتها لدى الاحتلال بعد تنفيذ الصفقة. وأشار الرقب، إلى أن الجانب المصري يسعى لتمديد التهدئة من خلال إجراء عدة صفقات متتالية من تبادل الأسرى، وبجانبها إدخال المواد البترولية والمواد الغذائية والطبية لقطاع غزة، وضمان وصولها لشمال غزة والسماح لسكان الشمال حرية التنقل من الجنوب للشمال "وهو الأمر الذي لا يقل أهمية عن إطلاق المعتقلين ووقف النيران". وأكد الرقب، أن الأمر لم يكن سهلاً لحكومة الاحتلال، ولكنها لم تجد مناص من إتمام الصفقة، وأتوقع أن تجري صفقات أخرى خلال الأيام المقبلة، لكنها قد لا تكون بنفس العدد، والإسرائيليون طلبوا 78 حالة وتم الموافقة على 50 فقط، ومع تمديد الهدنة يمكن إكمال العدد. وأوضح أن تلك الصفقة لاقت معارضة بداخل الحكومة الإسرائيلية، لكنها محدودة، فبن غفير الذي رفض الصفقة لم يستقل وظل بمنصبه، واعتبره مجرد تلويح لإحداث ضجة إعلامية. وأقرّت الحكومة الإسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، اتّفاقاً ينصّ على إطلاق حركة حماس سراح 50 رهينة تحتجزهم في قطاع غزة، مقابل إطلاق دولة الاحتلال سراح سجناء فلسطينيين وإرساء هدنة مؤقتة في القطاع، حسبما نقلت الشرق الأوسط اللندنية. وعن تفاصيل الصفقة، فقد نقل موقع أكسيوس عن مسئول بحكومة الاحتلال قوله: "إن صفقة التبادل ستتم على مرحلتين خلال هدنة مدتها 4 أيام"، وأضاف أنه بموجب الصفقة ستفرج حماس في المرحلة الأولى عن نحو 50 امرأة وطفلا إسرائيليا مقابل إطلاق إسرائيل سراح حوالي 150 سجينا فلسطينيا معظمهم من النساء والقصر".