قال محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، إن قطاع غزة يعيش نكبة حقيقية وإن الشعب الفلسطيني هناك يتعرض لأسوأ كارثة عرفها في تاريخه المعاصر. وفي تصريحات خاصة لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، اليوم الاثنين، انتقد الهباش الموقف الدولي من الهجمات الإسرائيلية على غزة، مضيفا: "المجتمع الدولي لا يقوم بما هو مطلوب ولا حتى بالحد الأدنى مما هو مطلوب منه لتخفيف المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة". وأكد أن الوضع في قطاع غزة "كارثي" و"يزداد سوءا يوما بعد آخر، ووتيرة العدوان تشتد ضراوة، فالمنازل هناك جرى تدميرها، والمستشفيات استنفدت كل إمكاناتها". وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على غزة منذ بداية هجومها، قبل أن تسمح بدخول جزء بسيط من المساعدات التي أرسلتها العديد من الدول إلى شمال سيناء قرب معبر رفح الذي يربط مصر بغزة، وهو النقطة الوحيدة في القطاع التي لا تسيطر عليها إسرائيل. وقال مستشار الرئيس الفلسطيني إن أولوية السلطة الفلسطينية الحالية هي "وقف العدوان، ووقف الحرب، ووقف حمام الدم، وفي نفس الوقت نعمل، بالتوازي مع ذلك، على إدخال الاحتياجات الطبية والغذائية إلى قطاع غزة". وأوضح أن ما دخل حتى الآن من مساعدات قليل جدا، حيث إن "قطاع غزة كان يستقبل كل يوم حوالي 500 شاحنة احتياجات أساسية، منها أكثر من 100 شاحنة مواد غذائية فقط، ونحن الآن نتحدث عن دخول 20 أو 30 شاحنة، وهذا لا يصل بالكاد إلا إلى عشرين بالمئة من الاحتياجات اليومية". وقال إن مصر تبذل كل ما لديها من جهود من أجل تأمين دخول المساعدات إلى قطاع غزة، "لكن إسرائيل تضع كل العراقيل أمام دخول المساعدات، مما يزيد من حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة". وأضاف "ما تقوم به مصر هو محل تقدير بالنسبة لنا، وهناك تطابق في الموقف المصري والموقف العربي بشكل عام مع الموقف الفلسطيني"، لكنه طالب ب "بذل المزيد من الجهود، وممارسة مزيد من الضغوط على المجتمع الدولي، وعلى الولاياتالمتحدة بالذات، من أجل ضمان وصول الاحتياجات الأساسية إلى القطاع". - العلاقة مع الإدارة الأمريكية وحول العلاقة والاتصالات بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، خاصة بعد قرار الرئيس محمود عباس عدم الذهاب إلى العاصمة الأردنية عمان للالتقاء بالرئيس جو بايدن، قال الهباش "نحن لن ولم نغلق الأبواب مع الإدارة الأمريكية، وهناك قنوات دبلوماسية مفتوحة مع الأمريكيين، في ظل امتلاكهم كل مفاتيح التأثير على الموقف الإسرائيلي". وطالب الهباش، الإدارة الأمريكية "بالعمل على وقف العدوان الإسرائيلي كأولوية وضمان دخول المساعدات، ووقف تغول المستوطنين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، ووجوب فتح أفق سياسي لإنهاء الصراع". وأشار أيضا إلى أن "هناك اتصالات وقنوات للتعاون مع المنظمات الدولية، ومع وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على وجه التحديد من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني". وواصل قائلا "سنواصل العمل بنفس الاستراتيجية التي نتحرك على أساسها الآن لضمان وقف العدوان وإمداد قطاع غزة بالاحتياجات الضرورية بالتوازي مع ذلك. وفي نفس الوقت مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل من أجل وضع حد لهذا الصراع، عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي". وحذر مستشار الرئيس الفلسطيني من أن "الاجتياح البري لقطاع غزة - حال حدوثه - سيفاقم الأزمة الإنسانية هناك وسيزيد من معاناة المواطنين في غزة". وذكر الهباش، أن الضفة الغربية تشهد أيضا "اعتداءات يومية من جيش الاحتلال. فالفلسطينيون هناك يتعرضون للاعتقالات وإطلاق النيران، ويسقط موتى وجرحى بشكل يومي". وأضاف "الجيش الإسرائيلي يشن حربا مفتوحة تستهدف الوجود الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية".
