في يوم الجمعة 7 يناير 1983 وتحديدا في لقاء القمة رقم 51 بين الأهلي والزمالك أمسك محمود الخطيب بيد حسن شحاتة قائدا الفريقين وأشهر نجومه في هذا التوقيت وذهبا معا إلى الجماهير في محاولة لتهدئة ثورة المدرجات وتخفيف الاحتقان الذي ظهر على صفحات الصحف قبل أن تولد الفضائيات التي أصبحت أهم مورد للتعصب وأهم منابر المتعصبين! هذه الحادثة عادت للذاكرة قبل أيام من لقاء القمة 105 الذي يقام يوم الجمعة المقبل،حيث الظروف المشابهة ،الأكثر سخونة من حيث الاعتراض على التحكيم والتشكيك في فوز فريق وخسارة آخر والتصريحات الفضائية والتربص الجماهيري وغير ذلك من صور تهدد القمة المقبلة رغم عدم تأثيرها الكبير على مسار تحديد بطل الدوري في ظل اقتراب الأهلي بنسبة 95 % واقتناع جماهير الزمالك بأن ما تحقق هذا الموسم كاف جدا بعد الصعود من المركز ال13 إلى الثاني. ما أحلم به الآن ومعي ملايين آخرين أن يتكرر مشهد الخطيب وشحاتة ولو من خلال العقلاء من القدامى والمسئولين بأن تحدث التهدئة قبل وأثناء اللقاء بأي صورة ،وما المانع أن يمسك عبد الواحد السيد"كابتن" الزمالك بيد وائل جمعة أو من يرتدي شارة القيادة في الأهلي ويذهبا معا للجماهير،وماذا ينقص من قدر الفريقين إذا حدث ذلك بصورة جماعية؟ فلا يعيب العميدين حسام حسن وأحمد حسن أن يتعانقا أمام الجميع لوأد الفتنة التي حدثت من هواة"التسخين" في الفترة الأخيرة لأنه ليس جرما أن نملك في مصر عميدين وليس واحدا ولأن أرقام الحاضر والمستقبل لا يمكن أن تلغي الماضي والتاريخ. اجعلوها قمة للعقل والروح الرياضية "المزعومة" لأننا خسرنا بما فيه الكفاية خلال الشهور الماضية،وهذا طبعا لا يعني أن تكون دعوتنا أن تصبح لقاءات الأهلي والزمالك أو غيرها مثل مباريات التنس يصفق فيها الجمهور بعد اللعبة الحلوة فقط ويصمت معظم الوقت ،لأن متعة الكرة في حماس المدرجات لكن دون شغب وبذل كل لاعب أقصى جهده دون إيذاء المنافس أو تعمد إثارة الجماهير واحترام قرارات الحكم بكل ما فيها لأنها لن تخلو أبدا من الأخطاء مهما حدث ومهما كان اسم الحكم أو تاريخه و في النهاية قبول الخسارة في هدوء والاحتفال بالفوز في أدب! شكرا لصديقي وصديق"الشروق" في الإمارات طارق جارحي الذي بعث لي برسالة قصيرة في هذا الموضوع حملت المعني الكبير،وشكرا لكل مشجع عاقل يعرف المعنى الحقيقي للرياضة ويتمنى أن نصل في يوم من الأيام لما نتابعه من المستوى الأخلاقي قبل الفني في ملاعب أوروبا!