قال محمد الحاج موسى، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول جاهداً التنصل من مسئوليته عن المجزرة الوحشية التي ارتكبها بقصفه المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في غزة، وتوجيه أصابع الاتهام نحو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وأكد موسى، في بيان أرسله ل"الشروق"، أن الاتهامات التي يروج لها الاحتلال باطلة لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين -كما باقي قوى المقاومة في غزة- لا تستخدم دور العبادة ولا المنشآت العامة، ولا سيما المستشفيات، كمراكز عسكرية أو لتخزين الأسلحة أو لإطلاق الصواريخ. وأضاف أن العدو يردد "الأكاذيب" لتبرير استهدافه للمراكز وعلى رأسها المستشفيات، وهو اتهام خطير يهدف من ورائه إلى التنصل من المسئولية عن جريمته واستهداف مستشفيات أخرى. ولفت إلى أن مستشفى المعمداني ومستشفيات أخرى في قطاع غزة تلقت أمام مرأى العالم أجمع، تهديدات علنية بالإخلاء تحت طائلة القصف، وقد ردد عدد من المسئولين في إسرائيل التهديدات، عبر وسائل الإعلام على مدى أيام، دون أن يحرك العالم شيئاً لردعه وزجره. وأشار إلى أن تضارب الروايات التي يقدمها الاحتلال الإسرائيلي تكشف "كذبه" وأن ما يردده على وسائل الإعلام هو محض فبركة وافتراء، ففي حين زعم المتحدث باسم خارجية الكيان، لئور بن دور، "تخزين أسلحة ومتفجرات بشكل متعمد داخل المستشفى"، وبأن "الانفجار وقع داخل المستشفى عقب إطلاق الصواريخ من محيطها"، زعم بيان لجيش الكيان بأن "محاولة إطلاق صواريخ فاشلة أصابت المستشفى"، زاعماً بأن المستشفى تعرض "لهجوم صاروخي فاشل"، ما يؤكد عدم اتفاق الكاذبين على رواية واحدة، بين إطلاق من داخل المستشفى أو تعرضه للصواريخ من خارجها. وأضاف أن وجود عدد كبير من المراسلين الميدانيين، وشهود العيان، والفيديوهات التي صورت لحظة قصف المستشفى، وزنة الرأس المتفجر، وزاوية سقوط القنبلة، وحجم الدمار الذي خلفته، كلها موثقة وتؤكد أن الاستهداف كان بقصف جوي أطلق من طائرة حربية مشابهة تماماً للقصف الذي يشاهده العالم على مدار الساعة في قصف البيوت الآمنة والأبراج في قطاع غزة. وأردف أن محاولات العدو التنصل من مسئوليته عن جرائمه التي يرتكبها مع سبق الإصرار والترصد، ليست جديدة، وهي شبيهة بالمزاعم التي رددها للتنصل من اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، واستهداف الأطفال في مخيم جباليا أثناء معركة وحدة الساحات، والتي عاد جيش الكيان لاحقاً واعترف بمسئوليته عنها بعدما ردد المزاعم نفسها بأن صواريخ المقاومة هي التي تسببت بها. وكانت السلطات الصحية في قطاع غزة قالت إن ضربة جوية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أدت لاستشهاد أكثر من 800 فلسطيني في مستشفى المعمداني المكتظ بالمرضى والنازحين في غزة. ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، في وقت سابق، مسئولية إسرائيل عن الهجوم على مستشفى المعمداني، قائلا: إن معلومات المخابرات العسكرية تشير إلى أن المستشفى تعرض لهجوم صاروخي فاشل شنته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في القطاع.
