أكد عضو مجلس أمناء الحوار الوطني جمال الكشكي، أن قرار المجلس برفع جلساته مؤقتا لحين انتهاء الاستحقاق الانتخابي (الانتخابات الرئاسية) جاء حرصًا من مجلس الأمناء على ضرورة الوقوف على الحياد من العملية الانتخابية واحترام جميع القوى السياسية، سواء المؤيدة أو المعارضة أو المستقلة، لئلا يضع أحدًا من القوى السياسية في حرج؛ لا سيما الأطراف التي لديها مرشحون؛ ومن ثم سيترك لكل مشارك حرية التعبير عن رأيه. وقال الكشكي - في حديث مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - إن الانتخابات الرئاسية من أهم الاستحقاقات الدستورية والتجربة الأهم في تاريخ مصر، مشيرا إلى أن البيان الذي أصدره المجلس بشأن تعليق جلساته يأتي تماشيًا مع البيان السابق بشأن مبادئ إدارة انتخابات رئاسية تعددية. وحول أبرز القضايا التي سيناقشها المجلس عقب استئناف جلساته، أوضح الكشكي أن هناك عددا قليلا من الملفات المهمة التي ستخضع لمزيد من النقاش؛ على رأسها: توطين الصناعة في مصر، وبعض قضايا حقوق الإنسان، وتمكين الشباب. ولفت إلى أن مجلس الأمناء قد انتهى بالفعل من إعداد 1500 مقترح في مرحلته الأولى، بعدما انعقد لعدد ساعات عمل 347 ساعة على مستوى 90 جلسة (74 جلسة عامة + 16 جلسة تخصصية) شارك خلالها 2630 متحدثًا، بواقع 23 جلسة في إطار المحور السياسي (بنسبة 31%)، و25 جلسة للمحور الاقتصادي (34%)، و26 جلسة في المحور المجتمعي (بنسبة 35%). وبسؤاله عن أهم إنجازات المرحلة الأولى من الحوار الوطني، أكد الكشكي أن الحوار الوطني أحدث حالة حيوية في الشارع السياسي غير مسبوقة، خاصة أن هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، هي الأولى من نوعها في التاريخ المصري الحديث، وقد شهدت مشاركة العديد من أطياف الشعب المصري، ومنهم 65 حزبًا، مما جعل الحوار الوطني بمثابة رئة للحياة السياسية في مصر. وأضاف أننا تابعنا على مستوى ما يزيد على 74 جلسة عامة تذاع على الهواء، كيف أتيح للجميع فرصة إبداء رأيه بدون سقف ولا خطوط حمراء، وتابعنا مسئولية كبيرة من المشاركين لمناقشة جميع القضايا التي تهم المواطن المصري، بواقع 113 قضية اتفق عليها مجلس الأمناء من خلال 3 محاور (السياسي والاقتصادي والاجتماعي). وشدد على أن الحوار الوطني انتقل للمواطن في الشارع وبات الرأي العام شريكا وجزءا كبيرا منه، لافتا إلى أن من أهم مكاسب الحوار ترسيخ ثقافة مهمة وعميقة عنوانها احترام الرأي والرأي الآخر، وكذلك خلق حالة حوار ومساحات مشتركة بين جميع الأطياف السياسية، والتأكيد على التوافق حتى لو لم يوجد اتفاق، مشيرا إلى أن الحوار أنعش الأحزاب السياسية ودفعها للبحث عن المزيد من الحيوية في الشارع المصري، وسيسجل التاريخ كيف صنعت هذه المبادرة مشهدا جديدا.
