أعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي أنه لا توجد حاليا خطط لإعادة فتح تحقيق في هجوم وقع في بغداد عام 2007 بطائرات هليكوبتر أودى بحياة 12 شخصا بينهم صحفيان من وكالة رويترز للأنباء، وذلك وسط مطالبات جماعات معنية بحقوق الإنسان بفتح التحقيق بعد تسريب شريط فيديو للهجوم. وكان بعض خبراء القانون الدولي وحقوق الإنسان، الذين شاهدوا شريط الفيديو قالوا إنه من المحتمل أن طياري الأباتشي تصرفا بشكل غير قانوني. وقال مسئولان عسكريان أمريكيان طلبا عدم الكشف عن هويتهما إن محامين في القيادة المركزية يراجعون تسجيل الفيديو المصنف على أنه سري والذي بثه موقع ويكيليكس المتخصص في بث شرائط الفيديو الحساسة. وقال أحد المسئولين: نبحث إعادة التحقيق بسبب مسألة قواعد الاشتباك وهل كل الأفعال التي صورت في الفيديو تتفق مع قواعد الاشتباك، التي كان معمولا بها في ذلك الوقت. من جانب أخر، قال الأميرال هال بيتمان مدير الاتصالات في القيادة المركزية، التي تشرف على الحرب في العراق أمس الأربعاء إن: القيادة المركزية ليس لديها حاليا خطط لإعادة التحقيق في هذا العمل القتالي. وقال مسئولون آخرون إن القيادة المركزية تحاول التهوين من دورها في تحديد ما إذا كان ينبغي إعادة فتح القضية، لأن الوحدة المعنية لم تعد ترابط في العراق ملقيا على عاتق قادة الجيش والبنتاجون عبء اتخاذ قرار في هذا الشأن. وقال الجيش الأمريكي إن تحقيقا أجري بعد الحادث بوقت قصير وتوصل إلى أن القوات الأمريكية لم تكن على علم بوجود صحفيين وأنها ظنت أنها تقاتل متمردين مسلحين وأنها رأت كاميرا كانت معهم خطأ باعتبارها قاذفة صواريخ. ومن جانبهم، قال مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن تفاصيل قواعد الاشتباك تبقى عموما سرية لتجنب إلمام الخصوم بالتكتيكات الأمريكية في ميدان القتال. وقال ديفيد شليزنجر رئيس تحرير رويترز العالمية: سأرحب بتحقيق جديد شامل. رويترز دعت منذ البداية لتحقيق موضوعي وشفاف ليتسنى للجميع أن يتعلموا دروسا من هذه المأساة. وصرح محامون معنيون بحقوق الإنسان وخبراء آخرون شاهدوا الشريط، بأنهم قلقون من الطريقة التي تصرف بها الطياران خاصة فتحهم النار على شاحنة صغيرة وصلت إلى مكان الحادث بعد الهجوم الأول وبدأ من فيها بمساعدة الجرحى. وقال كريس كوب سميث وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني أجرى تحقيقات في منطقة الحرب، إن معرفة قواعد الاشتباك التي يتبعها الطيارون مهمة لفهم ما إذا كانوا تصرفوا بطريقة ملائمة. لكنه أضاف أن إطلاق النار على من جاءوا لمساعدة جرحى كانوا ممددين في مكان الحادث بدا أنه انتهاك لقوانين التصرف العسكري في الحرب، وتابع قائلا: هذا هو العنصر الفج وينافي هذا الأمر كل القوانين الإنسانية وقواعد الصراع... بالتأكيد وبدون شك. وقال أنتوني دوركين مدير مشروع جرائم الحرب، الذي يدرس القانون الإنساني في الصراع إنه لا يبدو أن الطيارين استهدفا المدنيين عن عمد. وشوهد شريط الفيديو، الذي صور الهجوم الذي وقع يوم 12 يوليو 2007 على نطاق واسع عبر الانترنت في أنحاء العالم منذ وضعه موقع ويكيليكس على الإنترنت. وتضمن الشريط تسجيلا صوتيا لمحادثات بين طيارين من أفراد طاقم الطائرة الهليكوبتر وشعر كثيرون ممن شاهدوه بالصدمة من الصور وبعض تعليقاتهما. وأوضح ويكيليكس أنه حصل على تسجيل الفيديو من مبلغين عسكريين ووضعه على الانترنت، حيث كان يعرض مشهدا مصورا من الجو لمجموعة من الرجال يتحركون في أنحاء ميدان في أحد أحياء بغداد، ووصف الطياران بعض الرجال بأنهم مسلحون.