اعتقلت قوات متخصصة في الأمن الجوي مساء يوم الأربعاء على متن طائرة أمريكية دبلوماسيا قطريا اشتبهوا في انه كان يحاول إشعال متفجرات وضعت في حذائه. وأكدت السفارة القطرية في واشنطن أن لا علاقة للدبلوماسي بأي نشاط يشكل خطرا داعية إلى الامتناع عن التكهنات حول الحادث الذي وقع على متن طائرة كانت تقوم برحلة داخلية بين واشنطن ودنفر. وأوضح علي بن فهد الحجري سفير قطر لدى الولاياتالمتحدة في بيان أن الدبلوماسي كان في طريقه إلى دنفر في مهمة رسمية وهو قطعا ليس مرتبطا بأي نشاط يشكل خطرا, وأضاف السفير أن الوقائع ستكشف أن الأمر عبارة عن خطأ وإننا ندعو الأطراف المعنية إلى الامتناع عن إطلاق أحكام متهورة أو تكهنات. وذكرت بعض المصادر أن الدبلوماسي كان ببساطة يدخن في مرحاض الطائرة. وأبلغ مسئولون في الأجهزة الأمنية الأمريكية برلمانيين أن شرطيين متخصصين في أمن النقل الجوي سيطروا على راكب حاول على ما يبدو إشعال حذائه أثناء الرحلة، كما أعلن لوكالة الفرنسية برلماني طلب عدم الكشف عن هويته. وتحقق الشرطة الفدرالية الأمريكية (اف بي آي) في ما إذا حاول الراكب محمد المدادي السكرتير الثالث ونائب القنصل في سفارة قطر بواشنطن فعلا إشعال شيء ما على متن الطائرة. وأعلنت الوكالة الأمريكية لأمن النقل (تي اس ايه) أن المدادي الذي يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، أودع قيد التوقيف الاحتياطي مشيرة إلى أنها تنظر في الحادث بعدما تلقت معلومات أولية مفادها أن رجل الأمن على متن الطائرة تحرك إزاء راكب تسبب باضطرابات على متن هذه الطائرة. وبحسب "ان بي سي نيوز" لم يعثر عن أي متفجر لدى المشتبه به والكلاب البوليسية لم تعثر على أي اثر لها على متن الطائرة. واقر مسئول في جهاز أمني أمريكي لشبكة "ايه بي سي" أنه حصل سوء فهم هائل في هذه القضية، مشيرا إلى أن الدبلوماسي ربما يكون أطلق عبارات ساخرة عندما اعتقله رجلا الأمن, وهو ما أكدته محطة "ايه بي سي". ونقلت محطة "ان بي سي" عن مسئولين قولهم إن الطائرة التي أقلعت من مطار رونالد ريجان في واشنطن وعلى متنها 157 مسافرا و6 من أفراد الطاقم، حطت في دنفر بعد الحادث بدون أية مشاكل. من جهتها أعلنت قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (نوراد) أن مقاتلات من طراز (اف-16) رافقت الطائرة حتى هبطت بسلام. ويأتي الحادث بعد أيام على إعلان الولاياتالمتحدة في 2 إبريل الماضي إدخال تغييرات جوهرية على نظام أمن الرحلات الجوية تتضمن إقامة نظام مراقبة للمسافرين القادمين إلى أراضيها تبعا لخلفياتهم بشكل خاص. يُشار إلي أن الهدف من هذه الإجراءات تعزيز الأمن في وسائل النقل الجوي بعد محاولة الاعتداء الفاشلة التي نسبت لتنظيم القاعدة لتفجير طائرة كانت متجهة إلى ديترويت انطلاقا من أمستردام ليلة عيد الميلاد في 25 ديسمبر الماضي, فمحاولة الاعتداء تلك أظهرت الثغرات في نظام الأمن الجوي.