رغم تفجير الأحد الانتحارى الذى وقع على بعد نحو مائة متر من القنصلية المصرية، شدد السفير المصرى فى بغداد شريف كمال شاهين فى تصريحات ل«الشروق»، على أن «البعثة الدبلوماسية المصرية لن تغادر بغداد، فالإرهابيون يريدون إرهابنا نفسيا لنغادر العراق ولا نقف بجواره». السفير أضاف فى اتصال هاتفى بعد زيارته مقر القنصلية لتفقد ما لحق بها من دمار، أن «السفارة مدينة للعراقيين (من فريق الحماية) الذين استشهدوا وهم يدافعون عن القنصلية، فلولاهم لاخترق الانتحارى أبواب القنصلية ليلحق بها دمارا شاملا». وعن المسئولين عن هذا الهجوم، قال السفير المصرى إن «هناك تنسيقا مع السلطات العراقية للكشف عن هوية مرتكبى الهجوم»، رافضا الكشف عن أى معلومات حول ما توصلت إليه التحقيقات حتى الآن. وبالرغم من جميع التحصينات الأمنية وإغلاق الطرق من وإلى القنصلية عقب الهجوم بسيارة مفخخة الأحد، تمكنت «الشروق» من اجتياز كل هذه التحصينات إلى داخل القنصلية، حيث عاينت الدمار. ومن بين الحطام المتناثر داخل القنصلية، قال القنصل هشام حجازى إن هذا الهجوم يمثل «ردا على الدورين المصرى والعربى النشط فى العراق خلال الفترة الماضية.. وكما ترى الإرهاب موجها لكل من يدعم العراق للخروج من كبوته والانفتاح على محيطيه العربى والإقليمى». وأضاف القنصل أن المسئولين العراقيين، ومن بينهم شيروان الوائلى وزير الدولة لشئون الأمن الوطنى، والفريق الركن حسين العوادى قائد الشرطة الوطنية، واللواء رعد عبدالكاظم قائد حماية السفارات، يتوافدون على مقر القنصلية للإعراب عن تضامنهم، وتمسكهم بالوجود المصرى. وإضافة إلى الشهداء العراقيين، أصاب الهجوم أربعة من الموظفين المصريين بالقنصلية، أحدهم هو صبحى سعدى مصطفى، الذى قال ل«الشروق»: «عندما وقع الانفجار لم أشعر بنفسى إلا فى المستشفى مصابا بجروح فى الرأس واليد والقدمين، لكننى عدت سريعا لمساعدة زملائى»، متسائلا باستنكار: «لماذا يحدث كل هذا؟، لمصلحة من؟، وماذا سيكسبون؟.. ربنا يهدى». أما أحمد محمود الغرباوى، وهو جريح مصرى آخر، فقد اقترب كثيرا من الموت المحقق، حيث شاهد ما جرى منذ اللحظة الأولى لكونه مسئولا عن تسلم جوازات السفر من المراجعين عند البوابة الخارجية للقنصلية. وروى الغرباوى المشهد بقوله: «شاهدت الرائد (طارق) نصر (قائد قوة الحماية العراقية للقنصلية) رحمه الله وهو يجرى باتجاه الانتحارى، الذى كان يقود سيارة بيضاء صغيرة محاولا إيقافه بإطلاق النيران عليه، وبفضلهم (فريق الحماية) لم يخترق الانتحارى أبواب القنصلية ليفجر بعدها السيارة، وحينها فقدت الوعى».