نفت وزارة الداخلية في حكومة غزة بشكل قاطع الأنباء التي تناقلتها تقارير إعلامية فلسطينية حول إلقاء طائرات الاحتلال الإسرائيلي منشورات تحذيرية فوق المناطق الحدودية الفاصلة بين إسرائيل وقطاع غزة. وقال إيهاب الغصين المتحدث باسم الداخلية في تصريح صحفي: "لا وجود لمثل هذه المنشورات، فبعد التحري والتدقيق تبين أنها مجرد إشاعات مغرضة لا تخدم إلا الاحتلال". ودعا الغصين وسائل الإعلام لتحري الدقة قبل نشر هذه الأخبار "التي تهدف إلى زعزعة الأمن وبث الخوف في صفوف المواطنين"، واصفا من نشر هذه الأنباء "بالجهات والمواقع الصفراء المشبوهة التي تستهدف استقرار القطاع"، حسب تعبيره. ويأتي هذا النفي بعد أن تناقلت وكالات الأنباء عن مصادر إعلامية فلسطينية اليوم الخميس، أن طائرات إسرائيلية ألقت منشورات مرسوم عليها وردة ومكتوب بداخلها "انتظروا الرد غدا" على مناطق مختلفة من قطاع غزة، تتوعد الفلسطينيين بالرد على مقتل ضابط وجندي إسرائيليين في اشتباكات على حدود القطاع قبل أيام. وكانت المصادر قد قالت إن الجيش الإسرائيلي ألقى هذه المنشورات على منازل الفلسطينيين في مدينة خان يونس التي شهدت أطرافها الشرقية الاشتباكات المسلحة خلال توغل للجيش الإسرائيلي الجمعة الماضية، وكذلك على مناطق وسط قطاع غزة. من جانبه لم يعقب الجيش الإسرائيلي على الموضوع، غير أن تقارير صحفية إسرائيلية قالت إن الجيش أجل رده بسبب احتفال اليهود هذه الأيام بعيد الفصح. وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات نشرها الموقع الرسمي لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس نقلا عن وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان، قال فيها إن رئيس السلطة محمود عباس حث إسرائيل على الإطاحة بحكومة حماس في حرب غزة العام الماضي، ثم غير موقفه متهما إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. وفي ذات السياق كان آفي ديختر، عضو الكنيست عن حزب كاد يما ورئيس جهاز المخابرات الصهيوني السابق، قد صرح أن المشكلة الرئيسية التي يواجهها الكيان الصهيوني تتمثل في قطاع غزة وليس قضية القدس. واعتبر ديختر خلال لقاء مع الإذاعة الصهيونية مشكلة البنية العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة بأنها مشكلة إستراتيجية لإسرائيل، حيث تشكل قضية تفكيك هذه البنية معضلة. وأضاف: إسرائيل سوف تتحرك للقضاء على هذه البنية التي ستتطلب وقتا طويل، وأشار إلى مشاركة السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية في العمل من أجل تفكيك بنية حماس العسكرية في القطاع قائلا: "إذا لم تتمكن السلطة الفلسطينية من القيام بذلك بمساعدة الدول العربية فإننا سنضطر إلى أن نفعل ذلك بأنفسنا".