تقرير يرصد: كيف سترد روسيا بعد هجمات طائرات الدرونز على موسكو؟

رجحت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في تقرير مطول لها نشرته أمس الأربعاء، أن ترد روسيا بشكل انتقامي على هجمات الطائرات بدون طيار (الدرونز) التي طالت العاصمة موسكو.
وتعرضت العاصمة الروسية لهجوم مفاجئ، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، من نحو 30 طائرة بدون طيار (درون).
واعترفت وزارة الدفاع الروسية فقط برصد 8 طائرات مسيرة، قالت إنها أسقطت جميعها، مما تسبب في الحد الأدنى من الأضرار وإصابة شخصين فقط.
وقالت "إندبندنت" إنه حتى لو كانت أرقام وزارة الدفاع الروسية صحيحة، فإن الحادث يأتي بعد هجوم على الكرملين، في وقت سابق من هذا الشهر، ويخلق مشكلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تمكن حتى الآن إلى حد كبير من حماية الروس من تبعات الحرب.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن مشهد الحطام الذي يضرب بعضا من أرقى مناطق المدينة، بما في ذلك شارع لينينسكي بروسيكت الكبير الذي يعود إلي الحقبة السوفيتية ومنطقة أودينتسوفسكي، حيث تمتلك النخبة الثرية بما في ذلك بوتين مساكن هناك، لا يمكن أن يمر مرور الكرام.
وأفاد سكان في جنوب غرب موسكو أنهم سمعوا دويا عاليا بين الساعة 2 صباحا و 3 صباحا بتوقيت جرينتش صباح الثلاثاء، تلاه رائحة البنزين، بينما صور البعض الدرونز وهي تتساقط فوق المدينة.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف للصحفيين إنه "من الواضح بالطبع أن هذا هجوم من قبل نظام كييف".
ونوهت الصحيفة بأن العاصمة الأوكرانية كييف نفسها تحت حصار من ضربات الطائرات بدون طيار من قبل روسيا في الأيام الأخيرة، لكن مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخايلو بودولياك نفى أن تكون بلاده وراء الهجوم على موسكو، مضيفا: "بالطبع، يسعدنا أن نشاهد ونتنبأ بزيادة عدد الهجمات".
ووفقا للصحيفة البريطانية، أعلنت روسيا إطلاع بوتين في وقت مبكر على الضربات حيث استمر في العمل بالكرملين، واكتفى بالقول في وقت لاحق إن الهجوم يهدف إلى "التخويف" و "من الواضح أنها علامة على نشاط إرهابي".
ورأت "إندبندنت" إنه من المؤكد أن بوتين سيرد عسكريا، حتى لو كان رد فعله الأولي هو التقليل من حجم الضرر.
من جهته، قال رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي، أندريه كارتابولوف، لوسائل إعلام محلية إن الهجوم يمثل مسعى أوكرانيا وهو "خلق موجة من الذعر".
في المقابل، قال الخبير والصحفي الأوكراني، تيم وايت بأن "رد بوتين الوحيد هو العنف، لقد رأيناه مرارا وتكرارا".
وتابع وايت بشأن احتمال استخدام روسيا، المكثف، للطائرات بدون طيار في الرد على هجوم موسكو: "المشكلة هي كم بقي من ترسانته؟ أظن بشدة أن هناك شحنة كبيرة أخرى من الطائرات بدون طيار من إيران مؤخرا، ومن هنا جاءت الزيادة الكبيرة في ضربات تلك الطائرات".
وأضاف: "أعتقد أن هذا التكتيك هو في المقام الأول لتحديد موقع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، وخاصة أنظمة باتريوت الصاروخية، وحمل أوكرانيا على استنفاد مخزونها من صواريخ الدفاع الجوي".
وعن مآلات الأحداث القادمة وماهية الرد الروسي على الهجوم، أوضح وايت أنه ليس لديه شك في حدوث انتقام، مرجحا أنه "ستكون هناك ضربة على مدينة، تحت بند ضربة عسكرية".
وتابع: "لكنها لن تكون كييف، التي تتمتع بحماية جيدة للغاية بناء على قصف الشهر الماضي".
ورجح وايت أن تكون "مدينة لفيف(غرب) هدفا، وربما تكون أوديسا أو ميكولايف أكثر عرضة للخطر في الجنوب".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت أن "روسيا تحتفظ بالحق في اتخاذ أقسى الإجراءات الممكنة ردا على الهجمات الإرهابية التي يشنها نظام كييف"، على حد قولها.