تعانى الدراما المصرية حاليا من أزمة تسويق بدأت آثارها السلبية تلوح فى الأفق بتوقف تصوير بعض الأعمال التى فشل منتجوها فى تسويقها، بينما تأجلت أعمال أخرى إلى أجل غير مسمى. وبالطبع لا تنتهى مشاكل توقف العمل عند بعض الخسائر للمخرج أو فريق العمل، لكنها توجد حالة من الخلافات التى عادة ما تصل إلى حد لجوء الممثلين للنقابات المهنية للمطالبة بالتدخل الفورى للمحافظة على الحقوق المادية والأدبية لأعضائها. بداية أزمة التسويق كانت مع مسلسل «البرنسيسة والأفندى» الذى تأجل لأجل غير مسمى بعد أن فشل منتجه هشام شعبان فى تسويقه، الأمر الذى دفعه لاتخاذ هذا القرار الصعب رغم أنه كان مصرا على تنفيذه هذا العام نكاية فى المنتج اسماعيل كتكت الذى يقدم مسلسلا فى نفس الاتجاه تحت اسم «ملكة فى المنفى». غير أن كتكت نجح بعلاقاته فى تسويق عمله لأكثر من محطة وبينها التليفزيون المصرى، وبالتالى جاء قرار هشام بعدم إنتاج المسلسل خشية الخسارة المادية الكبيرة المتوقعة وهذا القرار أحرج المخرج جمال عبدالحميد الذى تفرغ للعمل واعتذر عن أكثر من عمل آخر. والمشكلة نفسها واجهها الفنان أحمد سلامة الذى أسند اليه كتابة السيناريو بعد اعتذار الكاتب مصطفى محرم، حيث أعلن الأخير أنه لن يستطيع الانتهاء من كتابة السيناريو هذا العام، وبالتالى تقدم كل من المخرج جمال عبدالحميد والسيناريست أحمد سلامة لنقابة المهن السينمائية بشكوى لتعرضهما لأضرار مادية وأدبية عليهما. أما الفنانة نيكول سابا التى أسند اليها لعب دور الملكة نازلى فى هذا المسلسل فاكتفت بإعلانها أن المشروع، دون الحديث عن أى رغبة فى تقديم شكوى ضد المنتج. ولم يكن مسلسل «البرنسيسة والأفندى» وحده الذى واجه أزمة التسويق حيث تعرض مسلسل «هز الهلال يا سيد» تأليف محمد جلال عبدالقوى لموقف أصعب منه، فبعد أن احتفلت أسرة المسلسل ببدء تصوير العمل، وفى مقدمتهم ممدوح عبدالعليم ونيرمين الفقى والمخرج سامى محمد على وبدأ التنفيذ الفعلى جاء قرار الشركة المنتجة بتوقف التصوير. قرار الشركة جاء بعد أن فشلت فى تسويق العمل أو الدخول فى شراكة مع إحدى الجهات الحكومية الانتاجية الثلاث «قطاع الانتاج صوت القاهرة مدينة الانتاج» لمساندتها فى تمويل العمل، وكانت النتيجة توتر الأجواء بين الجميع. أما الفنانة الهام شاهين فقد نجحت فى إنقاذ الشركة المنتجة لمسلسلها «امرأة فى ورطة»، والتى تمتلكها الفنانة منى زكى وابنة خالتها، من موقف مشابه وذلك بعد أن نجحت الهام فى إقناع شركة «صوت القاهرة» بالدخول شريكا فى إنتاج العمل. والغريب أن أزمة التسويق طالت أيضا الشركات الإنتاجية الكبرى فكان قرارها تخفيض عدد أعمالها كما حدث مع المنتج جمال العدل الذى اكتفى بإنتاج مسلسلين فقط هذا العام نظرا لوجود صعوبة حقيقية فى تسويق الأعمال، على حد قوله. وباتت الشراكة الإنتاجية مع أحد القطاعات الحكوميه الثلاثة أو بيع المسلسلات للتليفزيون المصرى قبل تنفيذها أفضل وسيلة لضمان حماية لظهور المنتجين من شبح هذه الأزمة. وجاءت المحاولة متزامنة مع اتجاه أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون، الذى سعى بدوره لشراء كل مسلسلات النجوم ليتمتع بالحق الحصرى. ومن هذه الأعمال التى قام بشرائها بالفعل مسلسلا «بالشمع الأحمر» ليسرا، و«شيخ العرب همام» ليحيى الفخرانى، أما المسلسلات التى دخل شريكا فى إنتاجها فبينها «أزواج الحاجة زهرة» بطولة غادة عبدالرازق، و«العار» بطولة مصطفى شعبان وأحمد رزق، و«بره الدنيا» بطولة شريف منير و«القطة العامية» بطولة حنان ترك.