استشهاد ستة فلسطينيين بينهم طفلة الأربعاء في اليوم الثاني من موجة توتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة في ظل الحديث عن وساطات واتصالات للتهدئة. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي انخراط حركة حماس في المواجهة مع إسرائيل في وقت تم إطلاق مئات القذائف الصاروخية من قطاع غزة بعد نحو 40 ساعة من بدء التوتر. وقالت الحركة في بيان إن "غرفة العمليات المشتركة موحدة في الميدان وقرارنا موحد للرد على العدوان مع إخواننا في كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية". وحذرت الجهاد إسرائيل من أن سياسة قصف المنازل السكنية في قطاع غزة "سيتم مقابلها تكثيف قصف تل أبيب والعمق الإسرائيلي". وجاء ذلك ردا على استهداف طائرات حربية إسرائيلية 13 منزلا دمرت كليا بحسب مصادر فلسطينية. وفي هذه الأثناء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تمديد تعليق الدوام للمؤسسات التعليمية ومراكز التدريب المهني ليوم غد وبقاء حالة الدوام في الوزارات والمؤسسات الحكومية بنظام الطوارئ. وأطلق نشطاء فلسطينيون مئات الرشقات من القذائف الصاروخية ابتداء من عصر الأربعاء باتجاه إسرائيل في وقت تواصل دوي انفجارات متتالية تم سماعها جراء تصدي القبة الحديدية الدفاعية للرشقات الصاروخية. وأعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في غزة إطلاق عملية "ثأر الأحرار" ضد إسرائيل ردا على هجماتها على القطاع. فيما صرح المتحدث باسم حماس حازم قاسم بأن القصف الصاروخي "رد طبيعي على جرائم الاحتلال واستهداف المدنيين والأطفال" في قطاع غزة، مؤكدا "جاهزية قوى المقاومة". وقال الجيش الإسرائيلي إن 469 قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة، تم اعتراض 133 منها، في وقت دوت الإنذار في تل أبيب في عدة مناسبة. في المقابل واصلت طائرات حربية إسرائيلية شن سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة مستهدفة مواقع تدريب لحركة الجهاد الإسلامي وأراضي زراعية. كما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف خلايا تابعة لحركة الجهاد خلال محاولتها إطلاق قذائف. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين جراء غارات إسرائيل منذ فجر أمس إلى 21 قتيلا و64 مصابًا. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي في غزة إن عددا من المصابين بحالة حرجة وإن التحديات كبيرة أمام تقديم الرعاية الطبية في المستشفيات. واشتكى القدرة من "نقص حاد في الأدوية الأساسية والتخصصية والمستهلكات الطبية ولوازم المختبرات وبنوك الدم في ظل منع الاحتلال إدخال الأجهزة الطبية التشخيصية منذ عام ونصف". وأبقت إسرائيل منذ إغلاق معبر (كرم أبو سالم/كيرم شالوم) التجاري وحاجز (بيت حانون/إيرز) للمسافرين مع قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي. وحذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان من أن استمرار إغلاق المعابر يضعف الجهاز الطبي ويهدد حياة مئات المرضى ويهدد حياة المئات منهم. فيما اتهمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين السلطات الإسرائيلية بمنع الطواقم الصحفية الأجنبية من دخول قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون لتغطية الأوضاع في القطاع. من جهتها أعلنت وسائل إعلام عبرية عن نحو 20 إصابة في إسرائيل غالبيتهم برضوض أثناء الهرب إلى الملاجئ والهلع. يأتي ذلك فيما أعلنت حركة "حماس" عن اتصالات من مصر وقطر والأمم المتحدة للتهدئة في غزة في ظل موجة التوتر المستمرة منذ أمس مع إسرائيل. وصرحت حماس في بيان بأن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية "تلقى اتصالات من الأخوة في مصر وقطر والأمم المتحدة بحث خلالها العدوان على قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة وسبل التعامل معه". وحسب البيان فإن هنية "حمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن التصعيد وتداعيات العدوان، وأكد وحدة المقاومة وموقفها وجهوزيتها الدائمة للتعامل مع أي تمادي من الاحتلال". وأكد البيان أن الفصائل في غزة "جاهزة لكل الخيارات وإذا تمادي الاحتلال في عدوانه فإن أياما سوداء في انتظاره". كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي وجود اتصالات مع مسئولين مصريين في مسعى لاستعادة التهدئة في غزة، لكنها اعتبرت أنه من المبكر الإعلان عن اتفاق متبادل. وبدأت موجة التوتر فجر أمس بسلسلة غارات إسرائيلية أدت إلى اغتيال 13 فلسطينيا من بينهم ثلاثة من قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد "سرايا القدس" في قطاع غزة. وجاء التوتر امتدادا لجولة تصعيد استمرت ساعات الأسبوع الماضي عقب وفاة القيادي في حركة الجهاد من الضفة الغربية خضر عدنان عقب إضرابه عن الطعام في سجون إسرائيل لمدة 86 يوما وتخللها إطلاق قذائف من غزة وغارات إسرائيلية لكن دون إصابات.
