أنهت البعثة الأثرية الألمانية أعمال الحفائر والمسح الأثري التي تنفذها للمرة الأولي بمنطقة مقابر الشاطبي التي اشتهرت باسم الحي الملكي وتقع بوسط الإسكندرية، وذلك تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار برئاسة الأمين العام الدكتور زاهي حواس. وقال الأثري علاء محروس مدير عام آثار الإسكندرية وغرب الدلتا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن أعمال الحفائر استمرت قرابة شهر قامت فيها البعثة التي تضم ثلاثة من الأثريين المتخصصين بالمسح الأثري لمقبرة اكتشفتها البعثة الايطالية في أوائل العشرينات من القرن الماضي، وقررت بعثة أكاديمية بافاريا للعلوم الإنسانية بألمانيا استكمال أعمال الحفائر والمسح الأثري بتلك المنطقة وما تضمه من مقابر أثرية ترجع إلي العصر اليوناني الروماني. وأضاف أن البعثة نفذت خلال هذا الشهر أعمال المسح الأثري لتلك المقبرة، بهدف التعرف علي ظروف المنطقة ودراستها، وكشفت أن المنطقة تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية مما يضر المقابر الأثرية المتواجدة والمكونة من الحجر الجيري ويجعلها شديدة التأثر بمشكلة المياه الجوفية نظرا لشدة ملوحتها. وأوضح محروس انه من المقرر أن تستكمل البعثة موسم أعمالها في شهر مارس من العام القادم وستقوم في تلك الفترة بدراسة مشكلة المياه الجوفية في المنطقة ومحاولة إيجاد الحلول الفعالة لها من اجل الحفاظ علي التراث الأثري. وأشار إلى أنه في حالة توصل البعثة الألمانية إلي حلول فعالة لمشكلة المياه الجوفية سيتم الاستفادة منها وتطبيقها في كافة المواقع الأثرية بالإسكندرية وفي مقدمتها منطقة مقابر الأنفوشي وكوم الشقافة، حيث ترجع الأهمية الأثرية للمقابر في أنها تجسد جانب خاص من الحياة لدي اليونان والرومان الذين حكموا مصر لفترات طويلة وكانت الإسكندرية مركزا لحكم الدولة الرومانية .