يعانى مخرجو الدراما الإذاعية من البطالة بعد توقف المحطات الإذاعية عن الإنتاج لاسيما فى أعقاب قرار عدم السماح للوكالات الإعلانية بالاشتراك فى الإنتاج بدعوى الحفاظ على مستوى الأعمال المقدمة. وحمل أكثر من مخرج بشبكة البرنامج العام المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، المسئولية عن ذلك واتهموه بالاهتمام بالدراما التليفزيونية بضخ ملايين الجنيهات لشراء وتمويل أعمال جديدة فى الوقت الذى يتجاهل فيه الدراما الإذاعية. وكشف المخرجون ل«الشروق» أن الإنتاج الدرامى بالإذاعة توقف تماما بسبب عدم وجود ميزانية، مشيرين إلى أن الشخص الوحيد الذى يعمل بإدارة التمثيليات هو مديرها إسماعيل عبدالفتاح، بينما بقية المخرجين وعددهم 10 تقريبا لا يعلمون الأمر الذى يؤثر على دخولهم المادية. وأضاف المخرجون الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم أن بارقة الأمل الوحيدة التى كان متبقية «أجهضت» بعد قرار عدم السماح لوكالات الدعايه والإعلان بإنتاج مسلسلات إذاعية وهى التى كانت تنفق ملايين الجنيهات ونجحت فى إعادة النجوم إلى الدراما بعد هروبهم لسنوات طويلة بسبب تدنى الأجور الأمر الذى أدى إلى تجمد الدراما تماما. وفى المقابل رفض المخرج إسماعيل عبدالقتاح مدير عام التمثيليات بالبرنامج العام تلك الاتهامات، وقال إن الدراما الاذاعية لم تتجمد ولكن ما حدث أن المهندس أسامة الشيخ طلب من إدارات التمثيليات بكل محطة وضع خطة لمدة سنة كاملة وتتضمن المسلسلات والأبطال المرشحين والميزانية التقديرية لاعتمادها وهى الخطوة التى قمنا بتنفيذها على الفور وفى انتظار اعتمادها منه حتى نبدأ التنفيذ الفعلى، موضحا أن الخطة تتضمن 10 مسلسلات. واتهم عبدالفتاح مخرجى البرنامج العام برفض التقدم بأفكار جديدة لتسجيل سهرات درامية أو سباعيات، وكذلك رفضوا النصوص التى عرضتها عليهم ولدى توقيعات منهم جميعا تقول إنهم لا يرغبون فى هذا، مشددا على أنه لا يستطيع أن يجبرهم على شىء لأن العمل الإخراجى هو حالة إبداع وليست وظيفة. واعتبر مدير التمثيليات أن مخرجى الشبكة فضلوا التحول إلى موظفين بعد أن سعوا للعمل فى الفترات المفتوحة على الشبكة لأنها مجزية مادية بالنسبه لهم. ودافع عبدالفتاح، فى الوقت نفسه، عن قرار عدم التعامل مع شركات الإعلان فى الإنتاج الدرامى، وقال: قرر أسامه الشيخ إلغاء فكرة إنتاج الوكالات الإعلانية مسلسلات إذاعية بهدف الحفاظ على مستوى الدراما الإذاعيهة والعودة إلى مكانتها لأن الوكالات الاعلانية تتنازل عن مقومات العمل الدرامى الجيد وحولت الأعمال إلى دراما النجم الذى يتم تفصيل مسلسل إذاعى له وهو ما وضع الدراما الاذاعيه فى مأزق. غير أن مدير التمثيليات بالبرنامج العام عاد وأوضح: أعترف أن هناك بعض الوكالات الاعلانية قدمت أعمالا جيدة وأنا نفسى تعاونت معهم ولكن «الطالح» غطى على «الصالح» والوضع تغير الآن بعد اعتماد لائحة الأجور الجديدة وتطبيق القاعدة التى قامت انتصار شلبى رئيس الإذاعة بإرسائها وهى ضرورة كتابة عقود ملزمة مع الممثلين حتى لا يخل أحد ببنود هذه العقود وأن يلتزم بها وذلك لأننا كنا نعانى.. فأكثر من نجم تخلى عنا بعد أن قام بتسجيل عدد من الحلقات ولم يكن بوسعنا أن نفعل شيئا، ومررنا بمواقف حرجة عديدة.