يبدو أن تخليد قتلى الجيش البريطاني في العراق أصبح مطلباً لدى العديد من فئات المجتمع البريطاني، وربما أصبح مكافأة لهم ولحكومتهم على احتلال هذا البلد العربي دون وجه حق، حيث دعا مؤخراً ستيف ماكوين المخرج السينمائي البريطاني الحائز على جائزة (تيرنر)، إلي إصدار طوابع بريدية تحمل صور الجنود البريطانيين الذين قتلوا في الحرب في العراق. وذكرت رويترز أن ماكوين دعا خلال "المعرض الوطني للصور" في لندن أمس الخميس، الجمهور ووسائل الإعلام على دعم حملته (الاستفزازية) –للعرب على وجه الخصوص- والتي لم تجد آذانا صاغية في هيئة البريد الملكي. وقال للصحفيين، بينما كان يقف بجوار خزنة تحتوي على 120 رسما عموديا يحتوي كل منها على رسم لطوابع تحمل صورة لجندي قتل في العراق: الشيء المهم بشأن هذا المعرض اليوم هو أننا نحتاج إلى مساعدتكم. وأضاف قائلا: إننا نحاول أن نفعل الشيء (الصحيح)! ونحاول أن نفعل الشيء الجدير بالاحترام (لا نعرف احترام من بالضبط) والعمل من اجل إصدار هذه الطوابع، زاعماً أنه لا يسعى لإثارة المشاعر ولا يسعى لأي شيء سوى عمل الشيء (الصحيح)!. وتطرق المخرج البريطاني مستمرا في "استفزازاته" إلي شعوره بالإحباط تجاه هيئة البريد الملكي، وقال: إن غالبية عائلات الجنود الذين قتلوا في الحرب في العراق يؤيدون فكرة الطوابع. يذكر أن عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في مارس 2003، بلغ 179 جندياً فقط! وإذا ما تمت مقارنة هذا العدد بأعداد القتلى العراقيين الذين استشهدوا على أيديهم، يتضح أن أعداد الضحايا العراقيين تفوق بمئات المرات أعداد قتلاهم، فمن الذي له الحق في التخليد؟!. وكانت بريطانيا قد سحبت جميع قواتها تقريبا من العراق، لكن وجود جنود لا يزالون يخدمون ويقتلون في أفغانستان، يعني أنها مسألة مؤلمة لعائلاتهم وللشعب البريطاني مرهف الحس ككل.