بين حكايتين، واحدة عن عم إبراهيم البواب، وأخرى أطول عن مصر والإمارات ومن ثم الأمة العربية، أقامت دار الشروق حفل استقبال لكتاب «سرد الذات» للشيخ سلطان بن محمد القاسمى حاكم إمارة الشارقة بالإمارات العربية، بقاعة فرحتى بفندق جراند حياة. وسط حضور حاشد ضم العديد من الكتّاب والمثقفين، وزملاء القاسمى فى الدراسة ومنهم الفنان صلاح السعدنى. المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق اعتبر الكتاب إضافة لتجارب السيرة الذاتية فى الكتابة، «فهو يجمع بين الإمتاع والفائدة. فيه الكثير من وقائع وأسرار التاريخ، والتجربة الإنسانية العريضة التى عاشها مؤلفنا بإيمان، متسلحا بشجاعة، عبر عنها كلها فى أسلوب رشيق، فى موضوعية تسجل مواقف الآخرين، وتحترم آراءهم». وعاد المعلم مع الحاضرين إلى قول زكى نجيب محمود فى كتابه «تجديد الفكر العربى»، إن من أهم معوقات التقدم فى العالم العربى أن يكون صاحب السلطان السياسى فى الوقت نفسه، وبسبب سلطانه السياسى، صاحب الرأى، لا أن يكون صاحب رأى «بدون أداة تعريف»، بحيث لا يمنع رأيه هذا أن يكون لغيره من الناس آراؤهم». واختتم كلمته بعبارة للمؤلف عن مصر التى يحكى عنها كثيرا فى كتابه، عندما قال «لن نكون أمة عربية إلا بمصر، لأنها هى المرتكز، والملتقى، هى النواة». «صديق كتّاب مصر وصديق المفكرين بل وجميع المصريين بمن فيهم بواب اسمه إبراهيم». هكذا بدأ الكاتب محمد سلماوى الأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب حديثه عن الكتاب الذى يراه من أفضل الكتب التى صدرت هذا العام، مطالبا بأن يكون «سرد الذات» كتاب العام الثقافى مثلما حصد مؤلفه جائزة الشيخ زايد باعتباره شخصية العام الثقافية. سلماوى أكد أن الكتاب ممتع جمع بين نقيضين، فهو سيرة ذاتية لشاب عربى، وفى الوقت نفسه يذكر بمرحلة فاصلة فى تاريخ هذه الأمة، مؤكدا فكرة القومية العربية الوحدوية فى مقابل أصوات ضعيفة تتحدث عن انعزالية كل البلاد العربية. ظل الحضور، وخاصة فى الجانب الإعلامى «يفروّن» الكتاب للبحث عن حكاية عم إبراهيم التى ذكرها سلماوى، وتوقف البحث حين أُعلن عن صعود الشيخ القاسمى إلى المنصة لتوقيع نسخٍ من كتابه، مؤكدا أن حكاية عم إبراهيم حارس العمارة التى كان يسكن فيها وتقع فى ميدان الدقى لا توجد فى كتاب سرد الذات، «لم أستطع أن أنزعها من قلبى وأضعها فى كتابى، فهى قصة حبى لمصر». وقال القاسمى، بأسلوب حكائى دمه خفيف: «إن عم إبراهيم مثل كل المصريين كريم وشهم، فهو الذى أعطانى المال حين تأخرت «الحوالة البنكية»، دون أن يجرح مشاعرى»، وأضاف: لقد عشت فى هذا البلد لم أجرح فيه أو أهان. وما تعلمته فى مصر خلال دراستى بكلية الزراعة كثير، ويشكل دينا فى عنقى، أحاول أن أسدده». وبعد كلمات المعلم وسلماوى واحتفاء الحضور به قال القاسمى «هذه حفاوة كبيرة لى. وكان يكفينى منها أن أكون بينكم فقط»، فى نهاية حديث محبة لا تنتهى عن مصر.