يصل 52 رجل أعمال من أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية إلى واشنطن يوم الأحد فى البعثة رقم 32 لطرق الأبواب. وقال جمال محرم، رئيس الغرفة والبعثة إن الزيارة تستمد أهميتها هذا العام لأنها الأولى بعد اختيار إدارة أوباما، حيث إن العام الماضى، لم يكن قد توزعت مهام الإدارة الأمريكية بعد، «ومن ثم لم تكن الأمور واضحة بالنسبة لأى من الجانبين، ولذلك «تم التجهيز لهذه الزيارة بشكل دقيق». والبعثة هذا العام تحمل «كارتا أحمر للإدارة الأمريكية» بتعبير محرم، لأن هناك العديد من الأسواق والكتل الاقتصادية، مثل الصين وغيرها من دول شرق آسيا، بدأت تتوجه إلى مصر، «ولا نريد أن يؤدى ذلك إلى تآكل حصة أمريكا فى السوق المصرية» كما جاء على لسانه. وتعد الولاياتالمتحدة واحدة من أهم الشركاء الاستثماريين لمصر، لما تتميز به استثماراتها من تنوع قطاعى، وتكنولوجيا متطورة، كما أنها تحتل المركز الخامس فى قائمه الدول المستثمرة فى مصر وذلك من خلال استثماراتها فى 866 شركة، وذلك لن يتغير حتى بعد الأزمة، لأن الولاياتالمتحدة لاتزال «اللهو الخفى»، بحسب تعبيره قاصدا أنها لاتزال أقوى وأكبر اقتصاد فى العالم. «مصر مركز تجارى إقليمى للولايات المتحدةالأمريكية»، هذا هو شعار البعثة هذا العام، وينعكس هذا الشعار على جدول أعمالها خلال فترة وجودها فى واشنطن من 14 إلى 18 مارس، حيث إن البعثة هذا العام تحمل، كما يقول محرم، ثلاث رسائل واضحة للإدارة الأمريكية، حسب ما قاله محرم. والرسالة الأولى، فى شكل نداء من القطاع الخاص لاستخدام مصر كمركز لإعادة التصدير للمنتجات الأمريكية، «وهذا شكل تعاون يزيد فرص التصدير الأمريكية لمصر، ويسمح لكل منا بمقاومة مشكلة البطالة، التحدى الأكبر أمامنا فى الوقت الحالى»، يقول محرم مشيرا إلى نجاح تجربة هاينز وجنرال موتورز فى هذا المجال. أما الرسالة الثانية، فهى تحقيق السلام فى المنطقة، و«السلام ليس لأمريكا، أو إسرائيل بل لمصر»، يقول محرم موضحا أنه «حان الوقت لنحل المشاكل السياسية». وتحمل الرسالة الثالثة إنذارا للولايات المتحدة، كما يقول محرم، «لابد أن تفيقوا وتعملوا على زيادة حجم التجارة مع مصر خاصة أن هناك منافسين جددا ظهروا فى الساحة»، يوضح محرم قاصدا دول شرق آسيا. ومن المقرر أن تقوم البعثة بزيارة ولايتين أمريكتين، سيتم تحديدهما أثناء الزيارة، لتكثف من تعاونهما التجارى معها، كما أن من أهم مجالات التعاون التى سيتم بحثها خلال الزيارة هما مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتدريب العمالة الأمريكية، والبحث بصفة خاصة، بالإضافة إلى غيرها من مجالات التعاون العامة مثل الطاقة المتجددة، تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات. واتفق طاهر حلمى، رئيس الجانب المصرى فى مجلس الأعمال المصرى والأمريكى، والرئيس السابق لغرفة التجارة الأمريكية، مع أهمية هذه الزيارة لما تتيحه من مجالات جديدة للتعاون المصرى الأمريكى هذا العام، بعد ترتيب الأجندة الأمريكية، «التى كانت ممتلئة العام الماضى بأولويات داخلية نتيجة للأزمة العالمية، بالإضافة إلى أولويات سياسية مختلفة تتعلق بباكستان وإيران والعراق، إلا أن هناك بعض التحسن فى الأداء يسمح بنوع أعمق من المفاوضات»، كما جاء على لسانه. ووفقا لتقرير صادر عن وزارة التجارة والصناعة، بلغ حجم الصادرات المصرية بنهاية العام الماضى إلى 4.6 مليار دولار جنيه، تستحوذ أمريكا على نحو 1.1 مليار دولار منها، وهذا «رقم ضئيل جدا»، وفقا لحلمى مشيرا إلى أن دول شرق آسيا لم تنجح فى أن تكون نمورا آسيوية إلا من خلال تصديرها واقتحامها للسوق الأمريكية.