تنذر أجواء الانتخابات الإقليمية المقرر عقدها في 14 و21 مارس الحالي بهزيمة لليمين الفرنسي، وذلك لعدم شعبية الرئيس نيكولا ساركوزي في منتصف ولايته. ووفقا لاستطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا ظهر أن اليسار، الذي يسيطر منذ 2004 على 20 منطقة وعلى مناطق ما وراء البحار الأربع، قادر على تحقيق نتائج أفضل وحسم الانتخابات الرئاسية التي تتطلع إليها مارتين اوبري سكرتيرة الحزب الاشتراكي. وقالت مارتن اوبرى لمجلة "باري ماتش" الصادرة هذا الأسبوع :ما زلت اعتقد ان بإمكاننا الفوز بجميع المناطق ليس لمصلحتنا نحن بل لمصلحة الفرنسيين. وفي هذا الاقتراع المقرر عقده تتساوى الأغلبية الرئاسية والمعارضة الاشتراكية في الجولة الأولى مع 30% من الأصوات لكل منهما. لكن في الجولة الثانية يمكن للحزب الاشتراكي الاعتماد على دعم أنصار البيئة وناخبي اليسار المتشدد. وتأتي هذه الانتخابات في الوقت الذي يشعر فيه الفرنسيون بالقلق الشديد على الوضع الوظيفي مع وصول معدل البطالة إلى 10%، أعلى مستوى له منذ عشر سنوات والذي يتوقع أيضا أن يواصل الارتفاع رغم أن نيكولا ساركوزي كان قد توقع في نهاية يناير انخفاضا لهذا المعدل "خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة, ففي اليمين يواجه نيكولا ساركوزي خطر التشكيك في سلطته والتعرض لضغوط لاتخاذ مبادرة سياسية مثل إجراء تعديل حكومي. إلا أن تغييرا جوهريا يبدو مستبعدا مع الشعبية الكبيرة التي يحظى بها رئيس الوزراء" فرنسوا فيون "والذي تجعل الالتفاف عليه شبه مستحيل. ومن شأن فوز الاشتراكيين في الانتخابات الإقليمية أن يعطي" مارتين اوبري" مصداقية للترشح في الانتخابات التمهيدية التي ينوي الحزب تنظيمها عام 2011 لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة. والرهان يبدو أيضا مهما بالنسبة لمنافستها "سيجولين روايال" التي انعزلت داخل الحزب الاشتراكي في الأشهر الأخيرة الماضي. وفي حالة حققت سيجولين فوزا ساحقا في معقلها "بواتو-شارانت" (وسط غرب) فإن من شان ذلك أن يعطيها انطلاقة جديدة بعد أن شكل قاعدة انطلاق لها عام 2004 مع ترشحيها للرئاسة. لكن المرشح المفضل في استطلاعات الرأي لا يزال "دومينيك ستروس" الذي يتولى حاليا إدارة صندوق النقد الدولي. ويبدو أن هذا الأخير عقد "ميثاقا" مع مارتين اوبري يقضي بأن لا يترشح أحدهما ضد الأخر في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي.