توجه نجل الزعيم الليبي هانيبال القذافي، الذي تسبب اعتقاله في جنيف في 2008 في اندلاع أزمة بين طرابلس وبرن، الاثنين إلى سجن الجديدة في طرابلس حيث زار رجل الأعمال السويسري ماكس جولدي الذي أودع هذا السجن في 23 فبراير. وقال جولدي مخاطبا نجل القذافي في حضور محاميه وعدد من الصحفيين منهم مراسلة وكالة فرانس برس "إنني سعيد بهذه الزيارة التي أتاحت لي أن التقيك وآمل في أن يقوم القضاء بعمله وأن تتحسن الأمور". ثم تابع القذافي وجولدي حديثهما على انفراد في إحدى قاعات الاستقبال في السجن. وفي تصريح مقتضب، أعرب ماكس جولدي عن الأمل في أن يستخدم هانيبال القذافي "نفوذه" لمساعدته على تسوية وضعه بحيث يتمكن من مغادرة البلاد. وقال "تشرفت بزيارة هانيبال لي اليوم في عيد ميلاد أمي وأتمنى أن أعود في اقرب وقت والتقي بأسرتي بعد غياب 19 شهرا". وقبل إيداعه السجن، كان جولدي معتقلا مع السويسري الآخر رشيد الحمداني منذ 19 شهرا في ليبيا، ردا على اعتقال هانيبال القذافي في جنيف في يوليو 2008، بناء على شكوى خادمين اتهماه بسوء المعاملة. إلا أن طرابلس تؤكد أن قضية السويسريين لا علاقة لها بقضية هانيبال. وغادر الحمداني ليبيا في 23 فبراير، فيما غادر جولدي السفارة السويسرية في طرابلس ليسلم نفسه للسلطات الليبية ويمضي عقوبة السجن أربعة أشهر بعد إدانته بتهمة "الإقامة غير الشرعية" في ليبيا. وتدهورت العلاقات بين برن وطرابلس منذ توقيف هانيبال القذافي في جنيف. وردا على سؤال صحفي عن وضع جولدي، قال محاميه صلاح الزحاف أنه قدم الأحد طلب عفو عن موكله إلى المجلس الأعلى للهيئات القضائية الذي يشكل المحكمة العليا للقضاء الليبي. وانتقد المحامي من جهة أخرى "تقاعس" و"مماطلة" الجانب السويسري وخصوصا في ما يتعلق "بإجراء تحقيق حول نشر صور هوية لهانيبال في سبتمبر" في صحيفة لا تريبون في جنيف. من جانبه دعا جولدي في تصريحه المقتضب سويسرا إلى "أن تعطي هانيبال حقه" معتبرا أن "أمر تسريب الصور غير مقبول ومخالف للقانون السويسري". وفي ديسمبر، رفع هانيبال القذافي شكوى وطلب تعويضات من كانتون جنيف ومن الصحيفة السويسرية لأنها نشرت تلك الصور التي التقطت خلال اعتقاله. وأضاف المحامي: "آمل في أن تطلعني الحكومة السويسرية على أسباب هذا التسويف"، مؤكدا أن "التحقيق قد بدأ قبل خمسة أشهر ولم يسفر عن نتيجة حتى الآن". وذكر رئيس الاتحاد السويسري هانس رودولف ميرتس أن نشر تلك الصور في الصحافة، عرقل في سبتمبر عودة رجلي الأعمال السويسريين. من جهة أخرى, تجمع نحو 300 طالب الاثنين أمام السفارة السويسرية في طرابلس للاحتجاج على حظر بناء المآذن في سويسرا الذي أقر في استفتاء في نوفمبر الماضي. وحمل الفتية صور القذافي وهم يهتفون "الجهاد، الجهاد" استجابة للدعوة التي أطلقها الزعيم الليبي في 24 فبراير. وكان القذافي قد دعا مساء الخميس في كلمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف إلى "إعلان الجهاد" ضد سويسرا "الكافرة" بسبب حظر بناء المآذن وقال بحضور عدد من رؤساء ووزراء دول إسلامية وأفريقية "سويسرا الكافرة الفاجرة التي تدمر بيوت الله، هذه التي يجب أن يعلن عليها الجهاد بكل الوسائل".