توجه السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى لبنان؛ بهدف استشراف آراء القيادات السياسية حول الاستحقاق الرئاسي المقبل، والنظر في سبل معالجة الانسداد السياسي الذي تعاني منه البلاد. وجاءت تلك الزيارة بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وانطلاقا من حرص الجامعة العربية على مواكبة لبنان في كل المحطات الهامة، واستشعارا منها للتداعيات الخطيرة التي ستترتب على دخول البلاد في فراغ رئاسي في حالة عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية في 31 أكتوبر الجاري. واستهل الموفد الشخصي للأمين العام زيارته بعقد عدة لقاءات مع زعماء الكتل النيابية من كافة ألوان الطيف السياسي شملت نبيه بري رئيس مجلس النواب -رئيس حركة أمل، وجبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وسمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية ووليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وسامي الجميل رئيس حزب الكتائب، بالاضافة إلى عدد من النواب التغييرين والمستقلين. كما التقى زكي الرئيس اللبناني العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. واستمع زكي خلال هذه اللقاءات إلى مختلف وجهات النظر حيال الاستحقاق الرئاسي المقبل وتداعيات الدخول في شغور رئاسي، خاصة مع ضيق الوقت المتاح لاستكمال هذا الاستحقاق في موعده. وصرح السفير حسام زكي عقب الزيارة أنه استشعر تباينا كبيرا في وجهات النظر بين الزعماء السياسيين، فضلا عن ضعف قنوات التواصل فيما بينهم، الأمر الذي قد يدخل البلاد في وضع شديد الصعوبة، خاصة في ضوء حالة الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية. وأضاف الأمين العام المساعد، أن لبنان لا يتحمل حالة "الاعتياد على الأزمة" أو القبول بالفراغ الرئاسي في ضوء الأزمة الاقتصادية الشديدة التي يمر بها، والتي انعكست على الحالة المعيشية للمواطنين وعلى الوضع الاجتماعي في البلاد على نحو يمثل مصدر قلق وانزعاج لكل محبي لبنان وداعميه. وناشد زكي -خلال المقابلات التي أجراها- جميع القيادات السياسة تقديم المصلحة الوطنية والجلوس سويا وفتح قنوات التشاور من أجل التوافق على هذا الاستحقاق الدستوري الهام، قائلا إن ترف الوقت غير متوفر، والتعويل على الحلول الخارجية وحدها لن يسهم حل الأزمة في ضوء التوتر الشديد على الساحة الدولية وتفاقم حدة الأزمات العالمية. وجدد زكي، استعداد الجامعة العربية القيام بأي دور يطلب منها لمساعدة لبنان في تجاوز الازمة السياسية، خاصة وأن كل الأطراف التي التقاها رحبت بمواكبة الجامعة العربية للبنان في هذه المرحلة المهمة.