أكد الباحث السياسي كريستوفر إس تشيفيس، أنه يجب على الدول الغربية مواجهة حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمتلك سلاحا نوويا، وأن بإمكانه استخدام هذا السلاح، ولكن السؤال المطروح في الوقت الراهن هو كيفية التعامل مع هذه الحقيقة ومواجهتها في حالة استخدام الرئيس الروسي السلاح النووي. وأضاف الباحث في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تهديد بوتين بدق طبول الحرب النووية لا يعني بالضرورة تنفيذ هذا التهديد ولكن يجب أن نعترف أن بإمكانه تنفيذه. ويشير الباحث إلى أن أنباء الانتصارات التي حققتها أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية في مواجهة القوات الروسية انتشرت في جميع العواصمالغربية انتشار النار في الهشيم؛ ما رفع مستوى الآمال في قدرة القوات الأوكرانية على كسب الحرب الحالية مع القوات الروسية. ودفعت تلك التطورات، كما يقول الكاتب، الرئيس بوتين إلى إعلان التعبئة العسكرية بشكل جزئي في روسيا، كما أعلن عن ترتيبات لإجراء استفتاءات في المناطق الانفصالية في أوكرانيا الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية للانضمام إلى روسيا. ولكن الأخطر من ذلك، كما يشير الكاتب، هو إعلان الرئيس بوتين عن استعداده لاستخدام السلاح النووي من أجل الدفاع عن روسيا وهو ما يعني ضمنيا الدفاع عن المناطق الانفصالية التي يسعي لضمها إلى الاتحاد الروسي. وفي الوقت نفسه، تسعى أوكرانيا إلى تحقيق مزيد من الانتصارات مدعومة بمساندة غربية ومساعدات عسكرية واسعة في مواجهة التهديدات الروسية باستخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر، حيث طالبت كييف الدول الغربية بتوفير المزيد من الأسلحة الحديثة لتعزيز قدراتها العسكرية. ويرى الكاتب أنه ليس بإمكان أي شخص أن يجزم في الوقت الحالي أن بوتين سوف يستخدم السلاح النووي لمجرد أنه هدد باستخدامه، إلا أنه يجب على الولاياتالمتحدة وحلفائها العمل على حشد المجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك الدول الصديقة لروسيا مثل الصين والهند، ضد توجهات بوتين لاستخدام السلاح النووي. كما يجب على الولاياتالمتحدة، كما يقترح الكاتب، التأكيد على فكرة أن واشنطن لا تريد الإطاحة بالرئيس الروسي من منصبه على الرغم من صعوبة إقناع روسيا بذلك على ضوء تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن المتكررة التي تدين بوتين وسياساته. ويعبر الكاتب عن اعتقاده أن التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار قد يسهم في تهدئة الموقف المشتعل حالياً غير أنه من الصعوبة بمكان إقناع الجانب الأوكراني بهذا الاتفاق في ظل الانتصارات الأخيرة التي حققتها القوات الأوكرانية مؤخرا على أرض المعركة. ويشير الكاتب إلى أنه يجب على العواصمالغربية إقناع الجانب الأوكراني أن عملية استعادة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا ليست من السهولة بمكان كما قد يبدو الأمر لأول وهلة وأن الطريق مازال طويلاً وشاقاً لاستعادة جميع الأراضي الواقعة تحت السيطرة الروسية. ويختتم الكاتب مقاله مؤكدا أنه يجب على جميع قادة الدول الغربية السعي للحيلولة دون وقوع الاحتمال الأسوأ خلال الأيام القادمة وهو ما يستلزم إبداء قدر كبير من المرونة من جانب جميع الأطراف.
