فى مثل هذه الأوقات من كل عام تنتشر سرادقات بيع حلوى المولد النبوى.. على الرغم من وجود زيادة فى أسعار بيع السكر ليصل سعر الكيلو منه إلى 5 جنيهات، فإن محال الحلوى سواء فى المناطق الشعبية أو الراقية، لم تقطع عادتها السنوية، وبدأت فى إقامة سرادقات بيع حلوى المولد. وانعكست زيادة السكر على أسعار الحلاوة لترتفع بشكل ملحوظ عن العام الماضى، إلا أن نسبة الزيادة اختلفت من محل لآخر حسب نوع المحل، وطبيعة المترددين عليه. ومن داخل محل سوق الحبايب فى منطقة الدقى، وقف بائع الحلوى، عم سعيد، يرتب أصناف الحلوى كأصناف التى لم تختلف عن كل عام، فما زال الملبن بألوانه، وأنواعه المختلفة السادة، والمحشو مكسرات موجود، كما أن أصناف الحمصية والسمسمية، والفولية، أقراصها ما زالت موجودة، غير أن هناك زيادة بنحو 1015% عن أسعار العام الماضى» تبعا لسعيد. وتتأثر مصر بسعر السكر عالميا حيث توجد فجوة ما بين حجم الاستهلاك والإنتاج فى مصر، تقدر بنحو مليون طن يتم استيرادها سنويا من الخارج. وقد شهدت أسعار السكر زيادة، قدرتها غرفة الصناعات الغذائية بنحو 90% فى العام المنتهى فى فبراير الحالى. يقول بائع الحلوى إن الزيادة فى أسعار الحلوى اختلفت من صنف لآخر، حسب كمية السكر المستخدمة فى صناعة كل نوع، فعلى سبيل المثال ارتفع سعر كيلو الملبن من 8 جنيهات العام الماضى إلى 10 جنيهات هذا الموسم. وكذلك ارتفع سعر السمسمية للقطعة الواحدة من 1.95 جنيه إلى 2.2 جنيه، وارتفع سعر قرص البندق من 2.5 جنيه إلى 3.5 جنيه، وارتفع سعر كيلو الشكلمة ليباع ب20 جنيها بدلا من 19 جنيها العام الماضى. ولكن ارتفاع سعر حلوى المولد، لم يؤثر على حركة الشراء، فعدد الزبائن المترددين على المحل لم يقل عن العام الماضى، تبعا لسعيد. ويرى سعيد سبب عدم تأثر المبيعات يرجع لأن الناس دائما ما تضع فى حساباتها مصاريف حلاوة المولد، وتعد لها ميزانية خاصة. وكانت الزيادة فى أسعار الحلاوة فى أسواق الحبايب، والذى يعتبر ملجأ للطبقة الأقل دخلا، أقل من المحال الأخرى التى تقصدها طبقات أعلى دخلا. ففى محل حسونة للحلويات، الكائن فى شارع التحرير ازدادت أسعار جميع الحلوى بأصنافها بنسب متفاوتة عن أسعار محل الحبايب. فعلى سبيل المثال يصل قرص السمسمية والحمصية إلى 3 جنيهات، بزيادة جنيه عن العام الماضى. السبب فى هذه الزيادة ترجعها الحاجة عزة، صاحبة المحل إلى زيادة سعر السكر، الذى ارتفع الطن منه من 2400 جنيه فى مثل هذا التوقيت من العام الماضى إلى 4300 جنيه فى الوقت الحالى. «هذه الزيادة أدت إلى ارتفاع أسعار الكثير من الأصناف داخل المحل بنحو 50%» تبعا لصاحبة محل حسونة. غير أن حركة تردد المواطنين على محل حسونة كانت أكثر من محل أسواق الحبايب، سواء بغرض الشراء أو الاستفسار عن الأسعار. «لا يمكن الاستغناء عن شراء الحلوى، ممكن ارتفاع الأسعار يدفعنى لتقليل الكميات التى أشتريها». تقول أحد زبائن المحل وهى ربة منزل. ولا يعتبر ارتفاع أسعار السكر التى أثرت على أسعار الكثير من أصناف حلوى المولد، السبب الوحيد فى ارتفاع أسعار الحلوى، فهناك أصناف ارتفعت أسعارها لأسباب أخرى. تقول عزة إن أقراص الفستق، والبندق ارتفعت نظرا لزيادة أسعار هذه الأصناف، والتى تستورد من الخارج، كما ارتفع سعر الملبن المحشو بالمكسرات لنفس هذه الأسباب، حيث زاد سعر الكيلو من 38 جنيها فى العام الماضى إلى 48 جنيها هذا العام. وإذا كان الفرق بين أسعار أسواق الحبايب، ومحل حسونة قليل بعض الشىء، إلا أن الفارق بين أسعار الحلوى فى هذه المحال تختلف تماما عن سلاسل محال الحلويات الشهيرة. فأسعار محال لابوار لا تنظر إلى فارق السعر بالقطعة، كما يحدث فى المحال التى تخاطب الشرائح الأقل قدرة، وتعتمد فلسفة البيع لديها على العلبة بأكملها، والتى يحدد المحل وزنها باثنين كيلو يصل سعرها إلى 110 جنيهات، بزيادة 15 جنيها عن أسعار بيع العام الماضى. يقول مدير محل أحد فروع سلاسل لابوار إن السبب فى زيادة سعر العلبة يرجع إلى زيادة أسعار السكر، مشيرا إلى أن الزيادة فى أسعار المنتج النهائى لم تكن كبيرة بسبب كثرة إنتاج محال لابوار، وبالتالى فإن الزيادة فى السعر النهائى للمنتج لم تكن كبيرة. ويضيف مدير لابوار إن زبائن المحل لم تتأثر على الإطلاق بهذه الزيادة، وإن الإقبال على الشراء لا يختلف عن السنوات السابقة. زيادة أسعار محال لابوار لم تتوقف عند السعر النهائى للعلبة، هناك العروض التى يقدمها المحل للشركات التى تقوم بشراء عدد كبير من العلب لموظفيها، فعلى سبيل المثال كان المحل يقدم خصما يصل إلى 5% عند شراء 3000 علبة، لكن هذا العام تم خفض الخصم إلى 3% فقط. وعلى عكس عم سعيد تتوقع صاحبة محل حسونة أن ينخفض ربح المحل هذا العام من بيع حلاوة المولد، مشيرة إلى أن عائد بيع الحلوى فى انخفاض مستمر من عام لآخر. ولا يتوقع مدير فرع لابوار أن تؤدى الزيادة فى أسعار حلوى إلى المبيعات أو العائد الذى يحصل عليه المحل كل عام. زيادة أسعار المنتجات بالنسبة للمحال الشهيرة لا تعتمد فقط على زيادة أسعار الخامات بل تتم بحساب وتأخذ فى الاعتبار المنافسين تبعا لمدير أحد محال الشهيرة. يقول مدير المحل الذى رفض ذكر اسمه إن إدارة المحل قامت بدراسة أسعار المحال المنافسة قبل الإعلان عن الأسعار الجديدة. ويضيف إن الزيادة الكبيرة من الممكن أن تصرف نظر الزبائن عن الشراء، واللجوء إلى المحال التى اعتادت الشراء منها فى السنوات السابقة.