بشرى سارة.. وظائف خالية بهيئة مواني البحر الأحمر    السفن الملوثة في موانئ بريطانيا.. أسوأ من ملايين السيارات    «حياة كريمة» تُضيء مسار الطلاب في جامعة بني سويف بمبادرة وى سابورت    «الغد»: نؤيد طلب الجنائية الدولية وننتظر قرار المحكمة بهذا الشأن    كوكا والدبيس ينافسان كريم فؤاد على قيادة الجبهة اليسرى للأهلي ضد الترجي    انفراد| أول صورة لإحدى السيدات بعد تعرضها للدهس من عباس أبو الحسن    النائب محمد زين الدين: مشروع قانون المستريح الإلكترونى يغلظ العقوبة    إصابة 8 أشخاص في تصادم ميكروباص بسيارة نقل ب «طريق مصر- أسوان الزراعي»    «القراء» تنفي تجميد عضوية السلكاوي.. وحشاد: النقابة تبحث مصيره    نصائح لتعامل طالب الثانوية العامة مع موجات الطقس الحارة    رياضة النواب تطالب بحل إشكالية عدم إشهار 22 ناديا شعبيا بالإسكندرية    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    رايان رينولدز يتصدر إيرادات السينما العالمية بفيلم الأصدقاء الخياليين - IF ويحقق 59 مليون دولار    التربية النوعية بطنطا تنظم ملتقى التوظيف الثالث للطلاب والخريجين    أخبار الأهلي : أحمد الطيب عن لاعب الأهلي : هاتوه لو مش عاوزينه وهتتفرجوا عليه بنسخة زملكاوية    إسبانيا تستدعي السفير الأرجنتيني في مدريد بعد هجوم ميلي على حكومة سانشيز    أحمد موسى عن تحطم مروحية الرئيس الإيراني: محدش عارف الحقيقية -(فيديو)    النجمة ديمي مور تخطف الأنظار في فعاليات اليوم السادس لمهرجان كان السينمائي    جنوب أفريقيا ترحب بإعلان "الجنائية" طلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت    الرياضية: جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    تكريم نيللي كريم ومدحت العدل وطه دسوقي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    لحرق الدهون- 6 مشروبات تناولها في الصيف    وزير الرى: اتخاذ إجراءات أحادية عند إدارة المياه المشتركة يؤدي للتوترات الإقليمية    أحمد الطاهري: مصرع الرئيس الإيراني هو الخبر الرئيسي خلال الساعات الماضية    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    ليفربول يعلن رسميًا تعيين آرني سلوت لخلافة يورجن كلوب    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    وكيل صحة الشرقية يتفقد أعمال التطوير بمستشفى سنهوت التخصصي    انقسام كبير داخل برشلونة بسبب تشافي    تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة بختام تعاملات جلسة الإثنين    حجز شقق الإسكان المتميز.. ننشر أسماء الفائزين في قرعة وحدات العبور الجديدة    الأوبرا تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء    "اليوم السابع" تحصد 7 جوائز فى مسابقة الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين    تحرير 174 محضرًا للمحال المخالفة لقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    الشرطة الصينية: مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين إثر حادث طعن بمدرسة جنوبى البلاد    قائمة الأرجنتين المبدئية - عائد و5 وجوه جديدة في كوبا أمريكا    محافظ دمياط تستقبل نائب مدير برنامج الأغذية العالمى بمصر لبحث التعاون    بدأ العد التنازلي.. موعد غرة شهر ذي الحجة وعيد الأضحى 2024    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. الإفتاء توضح    الصحة تضع ضوابط جديدة لصرف المستحقات المالية للأطباء    المالديف تدعو دول العالم للانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    تراجع ناتج قطاع التشييد في إيطاليا خلال مارس الماضي    تأجيل محاكمة طبيب بتهمة تحويل عيادته إلى وكر لعمليات الإجهاض بالجيزة (صور)    محافظ كفرالشيخ يعلن بدء العمل في إنشاء الحملة الميكانيكية الجديدة بدسوق    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    العمل: ندوة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ودور الوزارة فى مواجهتها بسوهاج    إيتمار بن غفير يهدد نتنياهو: إما أن تختار طريقي أو طريق جانتس وجالانت    وزيرة الهجرة: الحضارة المصرية علمت العالم كل ما هو إنساني ومتحضر    ليفربول ومانشستر يونايتد أبرزهم.. صراع إنجليزي للتعاقد مع مرموش    تأجيل محاكمة رجل أعمال لاتهامه بالشروع في قتل طليقته ونجله في التجمع الخامس    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    10 ملايين في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    أسرته أحيت الذكرى الثالثة.. ماذا قال سمير غانم عن الموت وسبب خلافه مع جورج؟(صور)    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    خلاف في المؤتمر الصحفي بعد تتويج الزمالك بالكونفدرالية بسبب أحمد مجدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيقات اختفاء شاب بوادي النطرون: قاتل معترف وجثة مجهولة وطفلة مشكوك في نسبها
نشر في الشروق الجديد يوم 11 - 09 - 2022

في 7 يوليو 2021، اختفى منصور بشير عن منزل والده بعد استئذانه مبكرًا من عمله، ليذهب إلى زوجته الغاضبة عند بيت والدها ليعقد عليها رسميًا، فقد بلغت لتوها السن القانوني 18 عامًا بعد 4 سنوات من الزواج العرفي، ووضعت في تلك الآونة طفلة يُشكك أهل زوجها في نسبها لنجلهم.
مرت الأيام دون عودة الابن إلى منزل والده، فذهبت أسرته لتحرير محضر بتغيبه، لكن التحريات التي أجريت في اليوم التالي توصلت إلى وجود منصور عند أهل زوجته وتأكد لهم ذلك من خلال كاميرا مراقبة سجلت سيره مع زوجته في أحد الشوارع، فعادت الأسرة دون تحرير المحضر.
يتردد الأب بشير مرارا وتكرارا على أهل زوجة نجله ليطمئن عليه ويراه، إلا أنهم ينكرون وجوده، فمضت الشهور على هذا الحال حتى أيقن أن مكروهًا ما حدث لنجله، فذهب إلى قسم الشرطة في غضون شهر يناير وتمكن هذه المرة من تحرير محضر، لكن التحريات التي طلبتها النيابة لم تسفر عن أي نتيجة فكان مكانه الحفظ الإداري حتى شهر إبريل 2022.
وبالعودة إلى شهر يوليو 2021 الذي اختفى فيه منصور -لكن في شوارع القاهرة وليس وادي النطرون- عثر الأهالي في منطقة السلام على جثة مجهولة يوم 10 من الشهر ذاته، ولم تتوصل التحريات إلى هوية المقتول، لتصدر نيابة شرق القاهرة قرارها بحفظ التحقيق لعدم التوصل لهوية المتوفى وأي متهم يمكن تقديمه للمحاكمة، وظل الجثمان في مشرحة زينهم بالقاهرة بعد فحصه من قبل الطب الشرعي.
بالربط بين القاهرة ووادي النطرون توصلت تحريات ضابط المباحث المسؤول عن البحث في واقعة اختفاء منصور إلى لغز القضية، وفق ما قدمه للنيابة في 3 إبريل 2022 من محضر تحريات يفيد بتعرض منصور للقتل على يد رجل ونجله بزعم وجود خلاف بين العائلتين، واعتراف الابن بتفاصيل توقيت ارتكاب الجريمة ومكان التخلص من الجثمان في منطقة السلام شرق القاهرة.
إلا أن هذه الرواية لم يصدقها أهل منصور وطعنوا في التحريات والاعترافات، وبعد مناظرتهم للجثة المعثور عليها في القاهرة نفوا أن تكون لنجلهم، بل اتهموا أسرة الزوجة بأنها وراء ما أصاب منصور من مكروه، خاصة أن الاختفاء كان بعد توقيع عقد الزواج الرسمي مباشرة.
ولا تزال نيابة وادي النطرون تباشر تحقيقاتها في القضية، في انتظار تنفيذ بعض قراراتها لكشف الحقيقة خصوصًا مضاهاة البصمة الوراثية بين والد منصور والجثة المجهولة.
وتستعرض "الشروق" أقوال كل من الأب والأخ والزوجة والتحريات واعترافات القاتل من واقع تحقيقات النيابة.
• أقوال الأب والأخ
في يوم 26 مايو، أدلى الأب بشير منصور عبدالرحمن 65 سنة بأقواله أمام النيابة، قائلا: "منصور كان شغال في شركة بطاطس في الوادي وكان كهربائي سيارات ومواتير، وتزوج عرفيًا عشان زوجته ماكنتش لسه تمت السن القانوني للزواج، وعايش معانا في البيت، وكان عنده مشاكل في موضوع الخلفة وبيحاول يعالجها".
وأضاف: "في يوم مسکت تلفون زوجته لقيت عليه صور ليها مخلة بقمصان النوم بتاعة البيت وهدوم منزلية، ولما واجهتها معرفتش تتكلم، وغضبت وراحت عند أهلها وفضلت هناك حوالي 3 شهور، وبعدها أهل الخير ادخلوا عشان يرجعوها ويصلحوا ما بينا.. واتفقنا إنها تفضل موجودة لحد متولد ونعمل تحليل للمولود عشان نعرف إذا كان ابننا ولا لأ، ولو ابننا خلاص ولو مطلعش ابننا نعمل وثيقة زواج ويطلقوا.. لكن الاتفاق ماتمش عشان مشيت قبل ما تولد وابني اختفى.. وهي تقريبًا وضعت المولود في آخر شهر 7 أو أول 8 عام 2021".
وتابع: "ماكنش في مشاكل بين منصور وزوجته، وابني عمره ما يعمل مشكلة مع حد خالص عشان هو كان طيب وأطيب واحد في الدنيا.. ولما اختفى رحت المباحث وقالولي تعالي بكره عشان نعملك محضر اختفاء، وتاني يوم رحت القسم فرجوني على صور من كاميرات في الشارع جايبه ابني مع مراته وماشين في الشارع، وقالولي ابنك قاعد عند نسايبه ومش عايز يروح البيت".
واستطرد: "حاولت الاتصال بمنصور لكن تليفونه مقفول من يوم 7 يوليو 2021، ولقيت واحد جار نسايبي قابلني في الشارع وقالي ابنك مع نسيبه وكتب كتابه ومش هايجي ألا لما البت تولد ويكتبوا المولود باسمه.. لكن أنا رحت هناك عندهم يجي 20 أو 30 مرة وكل مرة يقولولي مش هنا، وأهل مراته حلفوا يمين الله إنهم ميعرفوش حاجة عنه".
وعندما واجهته النيابة بالعثور على جثمان نجله مقتولًا، قال: "أنا معرفش الكلام ده، أنا عايز أعمل تحليل بيني وبين الشخص اللي لقوا جثته في مصر عشان أعرف هو ابني ولا لأ.. وبتهم زوجته ووالدها وشقيقها لأنهم كتبوا الكتاب من ورانا وفي المنوفية، على أساس هما خايفين من تحليل البنت الصغيرة، وإحنا شاكين مية في المية انها مش بنت منصور عشان كده هما خافوه".
وفي نهاية التحقيق طلبت منه النيابة الحضور للتوجه إلى مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة لإجراء المضاهاة الوراثية بينه وبين جثمان المتوفى إلى رحمة مولاه لبيان مدى نسبته اليه، فرد: "أيوة أنا مستعد لكده وعايز كده أصلا".
فيما قال شقيق منصور أمام النيابة: "في يوم 7 يوليو أخويا قام الصبح راح على شغله في الشركة الساعة 7:30 ص، واستأذن عشان يروح الساعة 10 ص، ومن بعدها اختفي، لحد ما جه تليفون لأبويا من شخص مجهول وطلب منه فدية، فأبويا راح يعمل محضر قالوله ابنك عند نسايبه".
وأضاف: "استمر الوضع على كده لحد ما جينا في شهر يناير 2022 وعملنا محضر لأنه كان لسه مختفي، وفضل الوضع على كده لحد ما المباحث بعتولنا، رحنا لقينا زوجة منصور وأبوها وأخوها وابن عمي، وقالوا لنا إن أخويا اتقتل يوم 10 يوليو 2021 واللي قتله واحد اسمه علي محمد الصغير وابنه فؤاد على إثر خلافات ما بينه وبين أبويا، وإحنا مفيش ما بينا أي خلافات".
وتابع: "أنا بشكك إن الجثة اللي تم العثور عليها في المحضر ده بتاعة أخويا أصلا، لأن أنا مش متأكد إن أخويا مات بالطريقة دي، ولو كان أخويا اتقل يبقى مش فؤاد ولا علي الصغير هما اللي قتلوه، عشان إحنا مفيش ما بينا وبينه أي مشاكل.. وكمان عندي شكوك إن اللي قتل أخويا هي زوجته وأبوها، لأن هو قبل ما يختفي كان عندهم، إيه بقى إللي جاب فؤاد وأبوه؟".
• أقوال زوجة منصور 18 عامًا
قال الزوجة في التحقيقات أمام النيابة: "منصور زوجي كان كاتب عليا بعقد عرفي عام 2017 كان عندي 14 سنة و10 شهور، ولما وصلت السن القانوني كتبنا العقد رسمي في 7 يوليو، وخلفت بنت من زوجي الله يرحمه وعندها دلوقتي 11 شهر تقريبا، ولسه لم تسجل رسميا في دفتر المواليد لأن كان فيه مشاكل بين حمايا بشير وبين جوزي عشان حمايا كان شاكك في سلوكي وطلب نعمل تحليل للبنت".
وأضافت: "في بداية الزواج منصور كان عنده مشكلة في الإنجاب نقص خصوبة، لكن اتعالج وعمل تحليل وأنا حملت منه من سنة وشوية.. قبل ما حمل بسنة كانت أخت جوزي قالت لأبوها إن أنا بكلم رجالة وببعت لهم صور على الموبايل، وجه خد التليفون مني وملقاش عليه حاجة لكن فضلت المشاكل لحد ما حملت، ولما خلفت شك إن البنت مش بنت جوزي ومرضيش يقيدها لحد ما نعمل تحاليل".
وتابعت: "منصور كان راجل طيب ومكنش له خلافات مع حد، لكن كان فيه خلاف بين حمايا وواحد اسمه على الصغير ومعرفش باقي اسمه ايه، لأن حمايا كان شهد عليه في قضية وطردوه من أرضه.. وأنا سمعت من بتوع المباحث إن هو اللي قتل منصور".
واستطردت: "اكتشفت إن زوجي غايب من شهر 7 وسألت عليه في المستشفيات وماعملتش محضر تغيب، وعرفت يومها إن حمايا شکيني إن أنا اللي خطفاه، وفي الوقت ده كنت غضبانة عند أبويا.. والمباحث وروني هدوم الجثة على الموبايل، واتعرفت على هدوم منصور لأن أنا اللي اشترتها، لكن ماشفتش وشه.. كان لابس تيشرت زيتي، وشفت منطقة البطن ومكنش فيها إصابات".
وعن تحرير عقد الزواج الرسمي بتاريخ 10 يوليو بالمنوفية بخلاف ما ثبت في أقوالها من كتابة العقد يوم 7 يوليو، قالت: "كتبنا الكتاب هنا في الوادي، لكن المأذون ده قريبنا، وهو من المنوفية، وقالنا إنه هيسجل العقد في المنوفية هناك بتاريخ 10 يوليه عشان بياخد إجراءات ليه، وفي آخر شهر سبعة قالنا إنه اتسجل".
ونفت الزوجة اتهام والد منصور وشقيقه لها ولأهلها بقتل زوجها على إثر خلافات زوجية عندما نما إلى علمه سوء سلوكها، قائلة: "الكلام ده محصلش هما اتهموني كده بالباطل وماعندهمش أي دليل والتليفون كان فاضي".
• جثة مجهولة في القاهرة
في يوم 10 يوليو 2021 أبلغ الأهالي في منطقة السلام بالقاهرة بالعثور على جثة، وتبين أنها لشاب مكبل اليدين من الخلف، وكذلك الفخذين مع الساقين من أسفل، بداخل جوالين بلاستيك أبيض اللون.
وبمناظرة المتوفى تبين أنه يرتدي بنطال جينز أزرق فاتح وتيشيرت زيتي اللون نصف كم، وأسفله فانلة حملات رمادي اللون، ووجود ثلاثة أفيز بلاستيك أسود اللون حول الرقبة، والجثة في حالة تيبس رمي، وتحرر عنها المحضر رقم 19882 لسنة 2021 إداري أول السلام.
وفي شهر ديسمبر 2021 أصدرت نيابة شرق القاهرة أمرًا بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية في القضية رقم 320/24975 لسنة 2021 جنايات السلام أول والمقيدة برقم 4672 لسنة 2021 كلي شرق القاهرة، بشأن ورود بلاغ من الأهالي بالعثور على جثمان ملقى بشارع (1) أكتوبر - جوار معظم الرفع - جوار مدرسة عبد الرحمن بن عوف - دائرة القسم.
وثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي أنه بالكشف الظاهري على الجثمان تبين أنه لذكر في حوالي منتصف العقد الرابع من العمر متوسط الطول والبنية وفي طور التعفن الرمي الظاهر على هيئة اسوداد الوجه وجحوظ العينين وبروز اللسان وسهولة نزع شعر الرأس وتفلس بالجلد وظهور التشجر الرمي بالأطراف واخضرار أجزاء من الجلد واحمرار أجزاء أخرى، مع وجود عدد 3 أفيز بلاستيكي أسود اللون مغلق بإحكام حول العنق على الغضروف الدرقي.
وجاء قرار النيابة لخلو الأوراق من وجود أي متهم يمكن تقديمه للمحاكمة الجنائية على سند من أن الإجراءات التي اتخذتها النيابة العامة لم تسفر عن تحديده، وذلك أخذا بما انتهى إليه تقارير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية من مضاهاة البصمة الوراثية للعينات المرفوعة من مسرح العثور على الجثمان، ولم تتوصل لهوية المجني عليه، وتعثر أخذ بصمات اليد اليمنى من شدة التعفن، فضلا من أن تحريات مباحث قسم شرطة السلام أول لم تتوصل لهوية المتهم أو حتى المجني عليه.. وكلفت النيابة الشرطة بموالاة البحث والتحري وصولا لمعرفة الفاعل.
• محضر تحريات مباحث وادي النطرون ومتهم يعترف بالقتل
في يوم 3 إبريل استخرجت نيابة وادي النطرون أوراق المحضر رقم 172 لسنة 2022 إداري وادى النطرون من الحفظ، بعدما قدمت لها المباحث محضر تحريات بقيام كل من على محمد الصغير المحبوس على ذمة قضية قتل أخرى، ونجله فؤاد باستدراج منصور بشير إلى منزلهم بناحية شبرا الخيمة أول وقتله، والاستيلاء على متعلقاته وهاتفه المحمول والتخلص من جثمانه، فطلبت النيابة محمود بشير منصور لجلسة تحقيق يوم 6 إبريل واستخرج المتهم على محمد الصغير من محبسه والعرض عليها، وضبط وإحضار المتهم فؤاد محمد الصغير.
وفي يوم 5 إبريل قدم ضابط التحريات محضرًا بأنه بشأن واقعة تغيب منصور بشير منصور من شهر يوليو 2021 ولا يعلم مكان وجوده حتى تاريخه، والذي خرج من المنزل على أثر خلافات عائلية، فقد تشكل فريق بحث وتحري ووضعت خطة هادفة نظرا للأهمية البالغة بشأن حالات الغياب.
وأسفرت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كل من على محمد الصغير 58 سنة عاطل، محبوس منذ 22 ديسمبر 2021 على ذمة قضية قتل عمد جنايات قسم أول شبرا الخيمة، ونجله فؤاد 21 سنة سائق توكتوك بمنطقة عين شمس القاهرة ومطلوب ضبطه وإحضاره في الجناية رقم 69 لسنة 2019 جنايات الوادي، حيث قاما باستدراج المتغيب إلى منزلهم الكائن بناحية أم بيومي أول شبرا القليوبية، وقاما بقتله والتخلص من جثته واستوليا على هاتفه المحمول مارکة "أوبو" والذي كان مفعل بشريحتين خاصتين بالمجني عليه.
وتنفيذا لقرار النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم فؤاد على محمد الصغير، قام على رأس قوة من الشرطة السريين وبرفقته نقيب شرطة وقوة من الشرطة السريين، بناء على آخر المعلومات الواردة إليه من مصادرة السرية بتواجد المتهم سالف الذكر بمنطقة عين شمسن وبالتنسيق مع وحدة مباحث عين شمس فقد تم ضبط سالف الذكر بدائرة قسم شرطة عين شمس بأحد الأكمنة المعدة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم وبحوزته هاتف محمول ماركة أوبو أزرق اللون.
وبمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات أقر بارتكاب الواقعة لوجود خلافات فيما بين والده وآخر حول قطعة أرض زراعية مساحة خمسة أفدنة بناحية حي السلام وادي النطرون، ادعى والده مناصرة وتحيز والد المجني عليه الطرف الآخر، مما مكن الآخر من تلك الأرضي وطرد والده منها، وآثار ذلك حفيظتهما تجاه والد المجني عليه وضمرا له الشر وقرار الانتقام منه.
وفي غضون شهر يوليو الماضي قام والده باستدراج المجني عليه بحجة قيام الأخير بإصلاح مواتير كهرباء بأحد المزارع الخاصة لعمل المجني في مجال إصلاح مواتير الكهرباء تم قام بإعطائه مادة منومة داخل عبوة عصير، وتوجه به إلى ناحية شبرا منطقة إقامتها، واتصل به والده الذي قابله واصطحبا المجني عليه الذي كان مازال تحت تأثير المادة المنومة إلى سكنهما بالدور الأرضي وتم احتجازه داخل إحدى الغرف مع اعطائه كمية أخرى من المنوم.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي قام والده بخنقه برباط بلاستيکي (قفيز) حتى فارق الحياة، وقام بتكبيل يديه وقدميه ووضعه داخل اتنين جوال بلاستيكي، وقام المتهم المضبوط بحمله على ظهره بمساعدة والده ووضعه داخل سيارة ملاكي أحضرها والده بمعرفته وتوجها بها إلى منطقة شارع 6 أكتوبر دائرة قسم أول السلام وألقوه بأحد مقالب القمامة بذات الشارع وانحرفوا دون أن يشاهدهما أحد، وقاما باصطحاب المتهم إلى حيث مكان تخلصه ووالده من جثة المجني عليه، حيث تبين أن المكان شارع متفرع من شارع 6 أكتوبر بجوار محطة الصرف الصحي بجوار مدرسة عبد الرحمن ابن عويف دائرة قسم شرطة أول السلام، ومن خلال الفحص تبين تحرير محضر بالعثور على جثة مجهولة في نفس المكان بتاريخ 10 يوليو.
وفي جلسة التحقيق أمام النيابة، اعترف فؤاد بحدوث الواقعة على نحو ما جاء في محضر التحريات، إلا أنه أنكر الاشتراك في القتل، واقتصار ما فعله على نقل الجثة مع والده ورميها في مكان العثور عليها، معترفًا على والده باستدراج المجني عليه وقتله دون علمه ولم يكن له أي دور سوى نقل الجثمان ورميه في المكان الذي عثر عليه.
• النيابة تواصل التحقيق
خلال التحقيقات نبهت النيابة على والد منصور من أجل المثول أمام الطب الشرعي لإجراء تحليل البصمة الوراثية مع الجثة المعثور عليها في مدينة السلام بالقاهرة، إلا أنه لم يتحدد موعدًا حتى الآن، كما لم تنته النيابة من التحقيق مع المتهم الأول علي محمد الصغير المحبوس على ذمة إحدى قضايا القتل العمد الأخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.