حالة من الإحباط والوجوم سادت بين حشود المواطنين القادمين من محافظات مختلفة للمشاركة فى استقبال الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية العائد من فيينا، فبعدما انتظره مريدوه لأكثر من 6 ساعات فاجأهم البرادعى بمغادرة صالة الوصول رقم 3، بعد محاصرة مراسلى الصحف والفضائيات له من كل جانب، والخروج من صالة رقم 1 ومن ثم إلى سيارته، التى حرص سائقها على إغلاق نوافذها والانطلاق بها مسرعا من بين جموع المواطنين الذين احتشدوا على الجانبين للترحيب به. «البرادعى مش عبدالناصر يا جماعة علشان يلتحم مع الحشود إللى جايه تستقبله والخضة كانت واضحة على وشه» بهذه الكلمات نفى جورج إسحق، المنسق العام الأسبق لحركة كفاية، الاتهامات التى وجهها البعض للبرادعى بفتور استقباله لمؤيديه وأنصاره القادمين الذى قدموا من العديد من المحافظات للترحيب به. وقال إسحق إن البرادعى لم يتوقع احتشاد آلاف المواطنين للترحيب به فى المطار، بالإضافة إلى تأخر وصول الطائرة التى أقلته من النمسا لأكثر من ساعتين، حسب قوله. وتابع قائلا: «الإرهاق كان واضحا على وجهه نظرا لطول الرحلة ولابد أن نتركه ليلتقط أنفاسه خاصة أنه غير متمرس على العمل الجماهيرى». وشدد إسحق على أن القوى السياسية تعتزم تنبيهه لضرورة تنظيم مؤتمرات شعبية للتعرف على مطالب الجماهير عن كثب. من جهته، عول محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، على تحقيق البرادعى ما سماه بالإنجاز السياسى، واعتبره سعد زغلول القرن ال 21، حسب تعبيره. إلا أنه استدرك قائلا: «لا نحتاج لشخص يكتب خطب ومقالات رنانة لأن مصر متخمة بهذا النوع من الناس، لكننا نطالبه بالقيام بدوره كأحد رموز التغيير». وبرر عبدالقدوس عدم مشاركة أى وفد إخوانى فى مراسم الاستقبال بانشغال الجماعة بحملة الاعتقالات الأخيرة التى انتهت باعتقال أسامة نصر، عضو مكتب الإرشاد، الذى جرى اعتقاله مساء الخميس الماضى. وأضاف «الأيام القادمة ستكشف عمق العلاقة بين البرادعى والإخوان المسلمين خاصة أنه اعترف بحقهم فى تأسيس حزب سياسى». بينما فسر المستشار محمود الخضيرى، منسق ائتلاف «مصريون من أجل انتخابات حرة وسليمة»، عدم التحام البرادعى مع الجماهير بما وصفه بعشوائية مراسم الاستقبال. وتابع قائلا «كان من المستحيل مروره وزوجته وسط الجماهير». وفيما يتعلق بما تردد من معلومات بشأن نية البرادعى مغادرة القاهرة فى 27 فبراير الحالى، أشار الخضيرى إلى أن القوى السياسية بصدد مطالبته بتصفية أعماله فى الخارج للاستقرار فى مصر بشكل دائم. واعتبر الخضيرى إعلان النائب حمدين صباحى، عضو مجلس الشعب، والدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، استعدادهما للترشح لهذا المنصب ظاهرة صحية، نافيا اتهام القوى السياسية بالانشقاق. من جهته، قال الإعلامى حمدى قنديل «كان على البرادعى السير بسيارته ببطء بين الجماهير التى اصطفت على الجانبين، أو أن يلوح لهم بيده، مستنكرا مرور السيارة كالسهم الخارق بين الجماهير، على حد قوله. كما لفت قنديل إلى أن المواطنين غير مدربين على المشاركة النظامية فى تظاهرات حاشدة، على حد تعبيره. قال عبدالرحمن يوسف، منسق الحملة الشعبية لدعم البرادعى، إنهم يعتزمون لقاء البرادعى فى 24 فبراير الحالى لعرض رؤية الحملة حول التغيير السياسى السلمى، والتى رفض الكشف عن أبرز ملامحها. وأكد يوسف أن البرادعى لم يخرج من صالة كبار الزوار موضحا أنه اضطر للخروج من صالة رقم واحد، واتهم مراسلى التليفزيون بإفشال مراسم استقباله عندما حاصروه لتصويره والحصول على تصريحات منه، على حد قوله. وتابع قائلا «مرور البرادعى بسيارته وسط الجماهير هو التحية الرمزية المتاحة وسط الفوضى العارمة التى تسبب فيها مراسلو التلفزة».