4 ملايين زائر للمحميات الطبيعية والمركزية العام الماضى.. و«جنوبسيناء» الأكثر استقبالًا للسياح خطة لتطوير 10 محميات طبيعية حاليًا.. وإدراج محمية جديدة بالبحر الأحمر قريبًا «وادى الحيتان» تضم 8 أنواع مختلفة وتستقبل 40 ألف زائر.. ونخطط لدمج القطاع الخاص لحماية الموارد الطبيعية قال مدير إدارة الجيولوجيا والحفريات بقطاع حماية الطبيعة؛ ومدير محميات المنطقة المركزية بوزارة البيئة، محمد سامح، إنه سيتم الإعلان عن اكتشافات كبيرة ومختلفة لحفريات حيوانات عاشت منذ ملايين السنين بمنطقة الواحات البحرية، نهاية العام الحالى. وأضاف سامح، فى حواره ل«الشروق»، أن مصر بها 30 محمية طبيعية فى مختلف المحافظات، ويجرى فى بعضها أعمال تطوير فى الوقت الحالى، وسيتم إدراج محمية طبيعية جديدة قريبا فى البحر الأحمر، مضيفا أن أكثر الأماكن استقبالا للسياح هى محميات جنوبسيناء؛ المتمثلة فى محميات رأس محمد، سانت كاترين، أبو جالوم، طابا. وإلى نص الحوار: • فى البداية، ما عدد المحميات الطبيعية التابعة للوزارة؟ لدينا 30 محمية طبيعية؛ تشغل 14% من إجمالى مساحة مصر، وتبدى الدولة اهتماما كبيرا بها لحماية الموارد الطبيعية؛ ونجحنا أخيرا فى وضع محميتى «رأس محمد» و«وادى الحيتان» على القائمة الخضراء بالاتحاد الدولى لصون الطبيعة، وسبق أن تم إعلان موقع «وادى الحيتان» كأول موقع تراث طبيعى عالمى سنة 2005؛ وحاز على أعلى تقييم من قبل اليونسكو عام 2020. كما تهتم الوزارة بالسياحة البيئة التى من شأنها الترويج لمصر ولكل أماكنها التراثية المميزة، وهناك مبادرات تعمل على ذلك مثل «إيكو إيجبت» و«اتحضر للأخضر». • ماذا عن عمليات تطوير المحميات الطبيعية حاليا؟ يجرى التطوير فى الوقت الحالى لعدد كبير من المحميات الطبيعية، وأخيرا تم تركيز العمل على تطوير 5 منها بالمنطقة المركزية والبحر الأحمروسيناء؛ لأنها تشهد تردد عدد هائل من الزائرين، بينما يجرى العمل على تطوير وإعداد خطط إدارية ل5 محميات أخرى هى: «قارون، نبق، سيوة، وادى الجمال، العميد». • هل من المتوقع إدراج محمية جديدة قريبا؟ بالتأكيد.. سيتم إدراج محمية جديدة قريبا وستكون موجودة فى البحر الأحمر، ويتم العمل بها فى الوقت الحالى، وهناك عدد من الشركات تعمل على الدراسات الأولية لاختيار الموقع الذى ستقام به المحمية، فضلا عن تحديد الموارد الخاصة بها ومن ثم بدء الإعلان عنها فورا. • ما أعداد الزائرين للمحميات الطبيعية حاليا؟ تشهد المحميات الطبيعية زيادة فى أعداد المتوافدين من جميع الجنسيات، وعام 2021 شهد زيارة أكثر من 3 ملايين زائر للمحميات الطبيعية، إضافة لمليون زائر لمحميات المنطقة المركزية، بينما لم يتم حصر العام الحالى حتى الآن. • ما أكثر المحميات استقبالا للسياح؟ تعتبر محميات جنوبسيناء، «رأس محمد، سانت كاترين، أبو جالوم، طابا»، أكثر المحميات استقبالا للزوار، وكذلك محميات البحر الأحمر «وادى الجمال، علبة، الجزر الشمالية»، ومحميات المنطقة المركزية «وادى الريان، قارون، وادى دجلة، الغابة المتحجرة، قبة الحسنة» وأكثر الجنسيات التى تتوافد لدينا من «إيطاليا، أمريكا، الصين، روسيا، وانجلترا». • ما نوعية الأنشطة داخل المحميات الطبيعية؟ وصلنا ل50 نشاطا من الأنشطة البيئية المختلفة داخل المحميات الطبيعية منها «التزحلق على الرمال، مشاهدة النجوم، السفارى، التخييم، اليوجا»، وهذه الأنشطة لها تصاريح من وزارة البيئة، وجميعها تساعد على الترويج بشكل كبير للسياحة البيئية وخاصة فى الوقت الأخير. كما أن كثرة الأنشطة داخل المحميات ساعدت على التعرف على جنسيات جديدة، وزيادة نسبة إقبال المصريين إلى المحميات لتتحول النسبة من 40% إلى 75% من المصريين، بينما تراجعت نسبة إقبال الأجانب إلى 25%، بسبب أزمة فيروس كورونا. • كم موقعًا حفريًا داخل محمية وادى الحيتان؟ المحمية تعتبر مدرسة للحفريات؛ وتحتوى على أكثر من 1500 موقع حفرى، وتغير مظهر المحمية كان نتيجة للتغيرات المناخية، كما تدل على نظريات تطور الحيتان؛ لأن المحمية تحتوى على 8 أنواع من الحيتان المختلفة، و90 نوعا من أسماك القرش، و120 نوعا من اللافقاريات، ويزيد هذا العدد يوميا كونه يعتمد على الاكتشافات. • وما التقديرات لإقبال الزائرين بوادى الحيتان سنويا؟ يصل إقبال الزائرين لموقع وادى الحيتان إلى أكثر من 40 ألف زائر سنويا، ما بين مصريين وآخرين من مختلف دول العالم، ويحرصون على زيارة الموقع الحفرى الأول والأهم لحفريات الحيتان. • هل توجد اكتشافات حفرية جديدة بمنطقة الواحات البحرية؟ بالفعل.. لدينا اكتشاف لم يتم الإعلان عنه فى الوقت الحالى؛ وسنعلن عنه رسميا بحلول نهاية العام الحالى فى منطقة الواحات البحرية، وهذا اكتشاف جديد من نوعه ويختلف كليا عن أى كشف علمى سابق عليه، ويخص نوعا جديدا من الحيوانات عاشت فى تلك المنطقة منذ ملايين السنوات. كما سجلت الواحات البحرية حفريات لحيوانات ونباتات كثيرة، مما يؤكد غناها، كما أن العلماء تمكنوا من رسم خريطة مصر من 98 مليون سنة، وكيف كانت، حيث الديناصورات العملاقة الشرسة وآكلات العشب، ونباتات مختلفة وتماسيح وأسماك وسلاحف، وجميعها موثق بالأدلة العلمية. • حدثنا عن كيفية اكتشاف واستخراج الحفريات الطبيعية؟ نعتمد على الخرائط الجيولوجية فى معرفة أماكن الحفريات، وعملية الكشف والاستخراج والترميم مكلفة وشاقة وتتطلب وقتا ومجهودا كبيرا، ونستخدم فيها المواد التى تستخدم فى ترميم الآثار، منها مواد كيماوية معينة للصق والتقوية، نجرى عليها معالجات معينة لتتحمل عوامل التعرية من الرياح والأمطار، وجميع الكشوف التى عملنا عليها تمت على أيدى كوادر مصرية تم تدريبها من خلال مدرسة الحفريات الفقارية. ونعمل حاليا على اكتشاف الحيتان البرمائية، ونخطط لإعداد خريطة للديناصورات فى مصر، خاصة تلك التى تنتمى إلى أواخر العصر الطباشيرى قبل 30 مليون سنة، مازال هناك نقص فى المعلومات عالميا عن هذا العصر وأسباب انقراض للديناصورات. • كيف تحدث عملية التحفر للكائنات الحية؟ لتحدث عملية التحفر، يجب أن يتم دفن الكائن بصورة سريعة بعد موته، لتحدث عملية الإحلال المعدنى بخروج النخاع من العظام؛ وإحلاله بمادة السيليكا الموجودة فى الصخور، بحيث يتحول على مدى السنين إلى ما يشبه الهيكل الصخرى، ويحدث ذلك بشرط أن يكون للكائن بالأساس هيكل صلب، أى لا يكون من الرخويات أو الكائنات الغضروفية، ففى هذه الظروف كثيرا ما تحدث فى قاع البحار بسبب الرواسب، لذا نجد أن أغلب الكائنات التى تخضع للتحفر تنتمى إلى البيئة البحرية. • ما هو الجزء الصعب فى مهماتكم الاستكشافية؟ صيانة الهياكل والحفريات وسط الرمال بشكل مستمر؛ هو الجزء الأصعب فى مهمتنا، حيث توجد جميع تلك الهياكل فى الهواء وسط العوامل الجوية المختلفة والأتربة والرمال وغيرها، وهو شىء مكلف للغاية، ويحتاج إلى مجهود وإمكانيات، ولكى نتغلب على هذه المشكلة، فكرنا كفريق عمل فى حل مبتكر عبارة عن تنظيم برامج تدريبية للطلبة المهتمين بعلم جديد وهو علم الحفريات الفقارية، والذى تم استحداثه أخيرا فى الجامعات المصرية، ويرجع الفضل فيه إلى وادى الحيتان ومتحفها المفتوح. ومن خلال تلك البرامج التدريبية التى بدأت منذ 5 سنوات ندرب الطلاب على كيفية الترميم والصيانة والدراسة الطبيعية، ويحصل الطالب على التدريب الكافى فى الأماكن الطبيعة ودراسة الحفريات، ومن ثم يساعدنا فى ترميم الهياكل وصيانتها بشكل مستمر، وتكون الاستفادة هنا من الطرفين، ولكى نضمن الاستدامة قمنا بعمل بروتوكول مع جامعة المنصورة فى عام 2012، وساهمنا فى إنشاء مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، والآن يوجد لدينا جيل من الطلبة قاموا بعمل أبحاث عالمية ورسائل ماجستير ودكتوراه، وبات وادى حيتان أيقونة لهذا العلم. • ما عدد المحميات الجيولوجية؟ لدينا 12 محمية لها طبيعة جيولوجية خاصة نهتم بها؛ ونحاول أن نبرز طبيعتها الجيولوجية، مثل محميات «الدبابية، الواحة البحرية، والصحراء البيضاء، وادى دجلة، قبة الحسنة، الغابة المتجرة، وادى الحيتان، جبل قطرانى، وادى الريان، طابا» وهذه المحميات تتميز بالتكوينات الجيولوجية المتميزة والمواقع الأثرية التى يصل عمرها إلى نحو 5000 سنة والحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعية الجميلة. • هل للقطاع الخاص دور فى خططكم المستقبلية؟ نخطط الآن لإدماج القطاع الخاص معنا فى الإدارة وإبلاغ الناس إننا نحمى الموارد الطبيعية، ودخول القطاع الخاص معنا هو حماية للموارد الطبيعية ويوفر الاستفادة للجميع، من ضمن الخطط القادمة هى حماية الموارد الطبيعية من خلال السكان المحليين والقطاع الخاص. إضافة إلى استعادة البيئات المتدهورة وإعادة الموارد الطبيعية للأرض، حيث فقدنا الغزال فى منطقة العيون بوادى الريان، ولكن سنعمل على إعادته مرة آخرى وهى خطتنا المستقبلية، فضلا عن استعادة بحيرة قارون ونتبنى فى ذلك الحلول المبنية على الطبيعة، بحيث نساعد الطبيعة على إعادة نفسها ومعنا دعم فنى ومتخصصون.