التأجيل هو آخر أمراض السينما المصرية والحمى الجديدة التى أصابت عددا من الأفلام والمشروعات التى كان يجب أن تظهر للنور من سنوات وظلت معلقة أو حبيسة الأدراج لسبب أو لآخر. من الأعمال التى ضربتها إنفلونزا التأجيل أفلام « الوتر، والرجل والغامض بسلامته، والديلر، وأسوار القمر، ومشاريع، الكفيل، والمسيح، والأندلس، والرئيس والمشير» وغيرها. المؤلف بلال فضل والذى غاب اسمه عن السينما منذ فترة بسبب تأجيل آخر أفلامه «الرجل الغامض بسلامته» يرجع أسباب التأجيل والتأخير لأبطال الفيلم ويقول: ليس هناك أى أسباب اقتصادية على حد علمى، فالفيلم سوف يتم عرضه إن شاء الله فى الصيف المقبل وتبقى له عشرة أيام تصوير فقط والحقيقة أن انشغال أبطال الفيلم هانى رمزى ونيللى كريم بالعديد من الأعمال التليفزيونية كان السبب فى تأخر تصوير هذه المشاهد ولذلك عندما لم نلحق بالموسم السينمائي الصيفى الماضى قررنا تأجيل الفيلم لهذا العام ومن ثم توقف الفيلم وليس صحيحا أنه تعثر ماليا كما أشيع تحت شعار «بلاش نتكلم فى الماضي». أكد المخرج مجدي الهوارى أن فيلمه «الوتر» لا يوجد به شىء محدد يعطله، وسوف يتم عرضه قريبا. وقال: جميع أزمات الفيلم انتهت والحمد لله كما انتهيت من تصوير جميع مشاهدة والآن أقوم بعمل عمليات المونتاج تمهيدا لعرضه فى الصيف المقبل إن شاء الله. وأضاف الهوارى: صحيح كانت هناك بعض الأزمات فى مسيرة الفيلم، لكنى لن أتحدث عنها وأعتقد أن الفيلم انتهى فى توقيت مناسب وأنه سوف يرى النور فى الصيف المقبل وهو ما يهمنا الآن. ومن المخرجين المصابين بداء التعثر منذ فترة يأتى المخرج خالد يوسف، فبرغم أنه يسير بخطى منتظمة ولا يبتعد كثيرا عن شاشة السينما إلا أن له مشروعين كبيرين مؤجلان ألا وهما «المشير والرئيس» «والأندلس» وأيضا فيلم «الكفيل»، والأخير قد يكون الأقرب للتصوير خلال الأيام القادمة.. ولكن أسباب تأجيل المشروعين السابقين متنوعة فالأول المشير والرئيس يواجه أزمة منذ انتهاء كاتبه ممدوح الليثى منه وتقديمه للرقابة، والتى أحالته بدورها إلى الجهات السيادية لتطلع عليه وكان لها ملاحظات ورغبة فى تغيير بعض المشاهد به، مثلا مشهد قيام صلاح نصر بتعريف برلنتى عبد الحميد على المشير عامر وكذلك مشهد هتاف الجيش للمشير عامر أمام بيت عبدالناصر وبعض المشاهد الأخرى، وهو ما رفضه صناع العمل وتمسكوا بحقهم فى تصويره ورفعوا دعوى قضائية وبالفعل حصلوا على حكم تاريخى يؤيد حقهم فى الحصول على التصريح، وكان نصه واضحا لا يقبل اللبس يؤكد أنه لا شأن لأى جهة سوى الرقابة بالاطلاع على الأعمال والتصريح لها بالتصوير، وبالتالى ألزمت الرقابة بالتصريح لصناع العمل، ولكن طعنت وزارة الثقافة فى الحكم ورفضت منح التصريح والأمر برمته الآن فى يد القضاء. أما فيلم «الأندلس» وهو حلم حياة خالد يوسف على حد تعبيره، فالتوقف حدث لأسباب إنتاجية فهو يريد لتحقيق حلمه 20 مليون دولار أى ما يعادل110 ملايين جنيه تقريبا، وهو مبلغ أن توفر سيكون الإنتاج الأكبر فى تاريخ المنطقة العربية بأكملها، ولذا المشروع متوقف حتى الآن. وأكد خالد يوسف أنه وفر نحو 10 ملايين دولار من جهات إنتاجية عربية وباقى له النصف الآخر وهو ما يبحث عنه الآن. ومن ضمن المشاريع ذات الحظ العاثر والنكهة المختلفة يأتى فيلم «المسيح» لمؤلفه فايز غالى وهو الفيلم الذى ولدت فكرته منذ 3 سنوات، ولكن ما أن لمعت الفكرة حتى تفجرت المشاكل، حيث واجههم الأزهر بتحريم ظهور الأنبياء على الشاشة، وهو الأمر الذى رفضه مؤلف الفيلم وقال هذا شأن كنسي تختص به الكنيسة فقط وبعد فترة من الجدل وافق بالفعل شيخ الأزهر على رأى المؤلف ثم بعد أن تم كتابه العمل وتأهل صناعه لتصويره.. ثم تفجرت أزمات جديدة منها رغبة أحد المخرجين المرشحين للعمل رافى جرجس فى القيام ببعض التغييرات فى نص السيناريو وهو ما رفضه المؤلف، فتم تغيير المخرج وتم ترشيح المخرج أحمد ماهر، ولكن فجأة نشبت مشكلة بين المنتج محمد جوهر والمؤلف، وتبادلا الاتهامات فيما بينهما حيث يؤكد المؤلف أن المنتج يريد العبث بالتاريخ المسيحي وينفى قدوم العائلة المقدسة إلى مصر، والمنتج بدوره ينفى هذا الكلام تماما ويؤكد أن المؤلف يختلق الأزمات وفى النهاية وصل الأمر إلى تحقيق فى نقابة السينمائيين ثم إلى ساحة المحكمة حيث وجه المنتج اتهام للمؤلف بالسب والتجريح. وأخيرا وليس آخر يأتى «أسوار القمر» وهو الفيلم الذى أعلن عن تأجيله الفترة الماضية بسبب إفلاس منتجه وليد صبرى وهو ما نفاه المخرج طارق العريان وقال إنه لا يعلم أى شىء عن هذا ولم يبلغه أحد بالأمر كما أكد أيضا أن توقف فيلمه كان بسبب سوء الأحوال الجوية وليس لمشكلات إنتاجية كما تردد. وقال العريان: منذ عيد الأضحى تقريبا ونحن متوقفون عن التصوير، وذلك بسبب تحولات الطقس، وهذا ما منعنا من استكمال التصوير فى الغردقه خاصة أن التصوير يتم داخل مركب فى عرض البحر، والجو ليس مناسبا للتصوير تماما. وكشف أن التصوير بالمركب سيستغرق أسبوعين فقط فضلنا تأجيلها إلى ما بعد انتهاء موسم الشتاء للهروب من سوء الأحوال الجوية، موضحا فى الوقت نفسه أنه قرر استغلال هذه الفترة للانتهاء من تصوير المشاهد الخاصة بالقاهرة، حيث يعكف حاليا على بناء الديكورات اللازمة، وسيستأنف التصوير يوم 20 فبراير الجارى.