بعد أن أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اقترابها من تحديد ملامح رخصة جديدة للشبكات اللاسلكية واسعة النطاق «واى ماكس» فاجأ دكتور طارق كامل الجميع فى حواره مؤخرا مع «الشروق» بقرار وزارة الاتصالات تأجيل طرح رخصة الواى ماكس، وإشارته إلى أن السوق لا تحتاج إلى مثل هذه التكنولوجيا فى الوقت الحالى. وكانت شركة إنتل من أولى الشركات التى أبدت اهتمامها بالتقنية الجديدة واعتبرتها بيزنس موديل لابد من توافره فى السوق المحلىة للمساعدة على انتشار خدمات البرودباند، وعرضت على الوزارة إنشاء بنية أساسية خاصة بالشبكات اللاسلكية بعيدة المدى (الواى ماكس) بالمشاركة مع شركات الاتصال أو المحتوى. وأبدى الدكتور خالد العمراوى مدير عام شركة إنتل مصر وأفريقيا والمشرق العربى اندهاشه من هذا التأجيل قائلا «الجيل الثالث أو الجيل الثانى للمحمول يقدمان خدمات صوت ولا يستطيعان تقديم خدمات المحتوى أو DATA لأنها تكنولوجيا مصممة لخدمات الصوت، وليس لتقديم خدمات الإنترنت ونحن طلبنا الاستثمار فنيا وماليا وننشئ شركة بالتعاون مع الشركات الموجودة لتقديم بيزنس مودل لأننا يهمنا أن نواصل البرودباند لأكبر عدد من الشعب المصرى لانتشار أوسع للكمبيوتر». ويرى أنه لاتزال هناك فرص لتوسيع قاعدة مستخدمى الإنترنت وإنشاء بنية لاسلكية للاعتماد عليها، لأننا إذا ما قارنا مصر بدول قريبة ومشابهة مثل تركيا فسنجد أن هناك هُوة رقمية لم تُسد بعدُ، حيث لا تمتلك مصر أكثر من 700 ألف خط لتوصيل الإنترنت، وهو عدد متواضع بالنسبة لحجم السكان، فى حين أن تركيا تمتلك 5 ملايين خط. وأضاف أن الشبكة السلكية واللاسلكية فى مصر ليست كافية لانتشار البرودباند بالصورة المطلوبة. وقال العمراوى إن فى مصر 42 ألف مدرسة معظمها غير موصل بالإنترنت والمدارس الموصلة لا تتعدى السرعات التى تستخدمها 256 كيلو بايت. يشار إلى أن مستخدمى ال(دى إس إل) للوصول إلى الإنترنت فى العالم وصل تقريبا إلى 250 مليون مستخدم، كما بلغ عدد مستخدمى البرودباند إلى 61 مليونا، وأن تكلفة البرودباند على المحمول أعلى بكثير. وتشير بعض الدراسات إلى أن ظهور تكنولوجيا الشبكات اللاسلكية بعيدة المدى (الواى ماكس) تشكل تهديدا لمستقبل شركات الاتصالات التقليدية.