أن تكتب ويتفاعل معك القراء، فهذا أمر جيد، وأن يتفق معك بعضهم فهذا رائع، وأن يختلف معك البعض الآخر فذلك منطقى؛ لأن إرضاء الجميع غاية لا تدرك. رسائل وردود وتفاعل القراء سواء عبر البريد الإلكترونى أو موقع «الشروق» أو الاتصالات الهاتفية المباشرة هى تاج فوق رأسى سواء كانت معى أو ضدى. ولمن يكتبون متفقين ومؤيدين مع ما أكتب فلهم كل تقدير، ولمن يكتبون معارضين ومختلفين فلهم نفس التقدير وأكثر، لأن بعض ما يكتبونه يمثل إضافة حقيقية. تثرى الفكرة أو تلقى ضوءا مختلفا عليها، بجانب المتفقين والمختلفين هناك «الشاتمين» ولهؤلاء الشكر أيضا لأنهم اقتطعوا جزءا من وقتهم وقرأوا ما كتبت، ثم انفعلوا وشتموا، ولهؤلاء نصيحة بسيطة: «إذا كان لا يعجبك كل ما أكتب فلماذا تضيع وقتك الثمين وتهدره.. يا رجل اذهب لتقرأ من تحب وترضى». لكن الأطرف فى كل ردود القراء أن شخصا أو شخصين يكتبان بأسماء مستعارة ينصحانى أحيانا بالتوقف عن الكتابة وتوفير المساحة لما هو أفضل.. ولهؤلاء أعتذر لهم، لكن المشكلة أن قرار نشر ما أكتب يعود إلى إدارة التحرير، وفى اللحظة التى سيصلون فيها إلى نفس رأى هذين الشخصين فسوف أتوقف فورا، لكن شتائمهم وحدها لن توقفنى!. لكن ما مناسبة كل ذلك؟ المناسبة أن بعض القراء كتبوا وعلقوا على ما كتبته يوم الأربعاء الماضى عن تفسيرى لاعتقالات أجهزة الأمن الأخيرة لبعض قادة الإخوان المسلمين. بعض هؤلاء وبعد أن هاجم الحكومة انتقدنى باعتبارى علمانيا، وآخر لمّح إلى أننى حكومى، وثالث قال إننى لم أدين الاعتقالات، ورابع اعتبرنى بلا رأى أو فكر. لن أرد على الشتائم.. لكن مشكلة بعض القراء أنك إن لم تكتب على هواه أو ما يتفق معه، فأنت حكومى وعلمانى وربما كافر، إذا كان هذا القارئ إخوانيا، وربما تصبح ظلاميا متطرفا، إذا كان القارئ حكوميا، وقد تصبح «كوكتيلا» بين هذا وذاك إذا كان القارئ وسيطا أو بلا موقف. وإلى القراء الكرام.. ما أكتبه هنا هو ما يمثل رأيى المتواضع، لست إخوانيا لكننى أدين بكل قوة أى اعتقال لأى صاحب رأى سياسى، ولست حكوميا، ولكننى ضد خلط الدين بالسياسة.. أنا مع حرية الرأى والتعبير ومع دولة القانون والمواطنة الكاملة والمتساوية للجميع، وهذا يعنى آليا أننى ضد تحالف الظلاميين والفاسدين. ويا أيها القراء الأعزاء، إذا كنتم تتمسكون برأيكم.. فلماذا تغضبون إذا تمسكت برأيى؟!.