في اليوم الرابع عشر على سقوط الطائرة الأثيوبية في البحر بعد دقائق قليلة على إقلاعها من مطار بيروت الدولي في طقس عاصف، انتشل اليوم الأحد الصندوق الأسود الذي يؤمل أن يكشف سبب الكارثة التي قضى فيها تسعون شخصا. كما بدأ الأحد العثور على جثث جديدة في المنطقة التي وجد فيها الصندوق الأسود ووجدت فيها كذلك قمرة القيادة والقسم الخلفي للطائرة، على عمق 45 مترا قبالة بلدة الناعمة (12 كيلومتر جنوببيروت). فقد أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن انتشال الصندوق الأسود للطائرة الأثيوبية التي كانت متوجهة إلى أديس أبابا فجر 25 يناير عندما سقطت. وجاء في بيان صادر عن مديرية التوجيه انتشل فوج مغاوير البحر الصندوق الأسود للطائرة الأثيوبية وتم نقله إلى قاعدة بيروت البحرية لتسليمه إلى لجنة التحقيق. وأوضح وزير الأشغال والنقل اللبنانيان الصندوق الذي تم انتشاله هو صندوق الداتا الذي يتضمن كافة المعلومات التقنية عن أجهزة الطائرة ووصفه بأنه الصندوق الأهم. ويستمر البحث عن الصندوق الآخر الذي يتضمن تسجيلات أحاديث قمرة القيادة. وأشار العريضي إلى أن الصندوق الأسود الذي تم انتشاله سيرسل مع لجنة التحقيق إلى فرنسا لتحليل معلوماته. وكان وزير الأشغال والنقل أوضح في وقت سابق أن "الآلية الدولية المتبعة هي أن يتسلم مكتب التحقيق الفرنسي الصندوق الأسود وينقله إلى باريس حيث يقوم بفك شفرته وتحليلها ويضع تقريرا يتم تسليمه إلى لبنان وإثيوبيا والشركة المصنعة". وتضم لجنة التحقيق التي شكلها لبنان ممثلين عن مكتب التحقيق الفرنسي إضافة إلى خبراء لبنانيين وأثيوبيين ومن المجلس الوطني لسلامة النقل في الولاياتالمتحدة. من ناحيته أعلن وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة عن انتشال جثة واحدة ورصد عدد آخر من الجثث لم يحدده. وقال خليفة في حديث تلفزيوني "تبلغت من الجيش أن المغاوير انتشلوا جثة احد الضحايا ورصدوا وجود جثث أخرى". وأوضح أن الجثة ستنقل إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي الذي اتخذ جميع الإجراءات لاستيعاب أي عدد من الجثث عند وصولها. وقضى في الطائرة تسعون راكبا من بينهم 54 لبنانيا. وسبق أن انتشلت 15 جثة تعود إلى تسعة لبنانيين وعراقي واحد تم التعرف إلى هوياتهم. كما تم التعرف إلى هوية ثلاثة من جثث خمسة أثيوبيين. وكان العريضي أعلن صباح الأحد أنه تم العثور على قمرة القيادة وهي خالية من الجثث وذلك في المنطقة نفسها التي عثر فيها السبت على الجزء الخلفي للطائرة لافتا إلى ضرورة تصوير كيفية تموضع حطام الطائرة بدقة قبل البدء بانتشاله لان ذلك ضروري للجنة التحقيق. وكانت قيادة الجيش أعلنت في بيان قبل ذلك انه "انتشال الجناحين الخلفيين للطائرة ولم يتبين وجود الصندوق الأسود بداخلهما" مشيرة إلى أن العملية تمت "نتيجة للجهود المشتركة التي قامت بها القوات البحرية اللبنانية وفوج مغاوير البحر بالتعاون مع فريق العمل الفرنسي والسفينة أوشن آليرت والبارجة الأمريكية يو إس إس درابل". وأضافت قيادة الجيش يتابع الغطاسون البحث عن الصندوق الأسود وعن بقايا أجزاء الطائرة التي يحتمل وجود الضحايا بداخلها. وتساهم في عمليات البحث عن حطام الطائرة التي هوت فجر 25 يناير سفينة أوشن آليرت التي تملك قدرات تقنية عالية والتابعة لشركة أمريكية خاصة متخصصة في سبر أعماق البحار، بالإضافة إلى قطع بحرية تابعة للولايات المتحدة وقوة الأممالمتحدة الموقتة العاملة في لبنان وفنيين فرنسيين إلى جانب وحدات الجيش اللبناني المتخصصة. وجمعت خلال الأيام الماضية أجزاء صغيرة عديدة من الطائرة وأمتعة للركاب كانت طافية على سطح البحر قبالة بيروت. وقد عثر على قطعتين من الطائرة أمام الساحل السوري. وأكد عدد من المسئولين المعنيين أن الطيار الأثيوبي الذي يتمتع بخبرة 20 عاما، لم يلتزم توجيهات برج المراقبة بعيد إقلاعه في جو عاصف للغاية لأسباب لن تكشفها إلا المعلومات المخزنة في الصندوق الأسود وصندوق تسجيل أحاديث قمرة القيادة. وكان لبنان وأثيوبيا أكدا أن تحطم الطائرة لم ينجم عن عمل إرهابي.