قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه: "بالتنسيق مع وزارة الزراعة يجرى زراعة الأراضي الجديدة الخالية من الأمراض، لإنتاج تقاوي القمح الجديدة وبالتالي فهي بيئة صالحة للحصول على التقاوي الجيدة اللازمة للزراعة".. جاء ذلك خلال افتتاحه مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى، صباح اليوم. وأضاف الرئيس، خلال تعقيبه على مداخلة لوزير الزراعة قائلا: "نسعى إلى إيصال هذه التقاوي إلى المزارعين بشكل كاف حتى يستفيدوا لزيادة إنتاجية الفدان وهو ما يعود بالنفع على الدولة بشكل عام". وتواصلت "الشروق" مع الدكتور سعيد سليمان استاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، وخبير الأرز الدولي ومستنبط أرز الجفاف "عرابي"، للحديث عن التقاوي المعتمدة للقمح في مقابل تقاوي قمح الجفاف فيما يتعلق بزيادة الإنتاج وجودة القمح المنتج وقلة المياه والتكلفة. - قمح الجفاف ينمو في 125 يوما ويروى بالمطر فقط قال سليمان إن مشروع مستقبل مصر الذي افتتحه الرئيس السيسي مخطط بشكل مبهر، وأهم شيء أنه في أرض تصلها مياه النيل، وهي "الدلتا الجديدة". وأضاف أن قمح الجفاف هو امتداد للمشروع القومي لأبحاث الزراعة، وهو "مشروع تحمل الجفاف للأرز" عام 1988، وأصدرنا 4 أصناف تأخذ نصف كمية المياه التي تستهلكها التقاوي العادية للأرز، وهو مشروع كان سيحل مشاكل مصر في توفير الأرز قبل زمن بعيد. وبالنسبة للقمح، فقد بدأنا برنامج تحمل القمح الملوحة منذ عام 2011، وهدفه إصدار أصناف مقاومة الجفاف ومبكرة النضج لزراعتها مكان الشعير، من الإسكندرية إلى العريش، ومن الإسكندرية إلى مرسى مطروح، في عمر 125 يوما. وتابع: "استحدثت برنامج في عام 2013، طفرة للقمح عمرها 125 و130 و135 يوما، وهو نظام طفرات معتمد عالميا وليس فيه أي مشكلة، وقد حصلت على حق الملكية الفكرية لهذه الطفرات التي اسميتها "عرابي" من وزارة الزراعة، وهي متميزة وثابتة، وقد زرعنا القمح على المطر فقط دون أي مياه إضافية أو بري تكميلي مثل قمح وزارة الزراعة. الهدف من الأصناف المقاومة للجفاف مستنبطة من صنف "جيزة 168"، المقاوم للجفاف أيضا بسبب أن جدرها يتعمق لمسافة أكثر من 30 سم، ويتحمل الجفاف ويعمر محصول كبير. - %5 من الزراعات بالتقاوي المعتمدة وقمح الجفاف أعلى إنتاجية منها يقول استاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، إن التقاوي المعتمدة هي مسجلة ولا يوجد فيها أي مشاكل زراعية، ومحمية من الإصابات الفطرية والأمراض الأخرى التي تصيب القمح، وتعطيها وزارة الزراعة للشركات لزراعتها بضعف الثمن، وبالتالي فالتقاوي التي تخرج من هذه الزراعة تصبح معتمدة أيضا، ولكن لا يمكن تغطية كل المساحات المزروعة في مصر بالتقاوي المعتمدة، على الرغم من أنها تزود إنتاجية فدان القمح إلى 2 أردب. وأردف: "ما يقرب من 50% من الزراعات المصرية تنشأ من التقاوي المعتمدة، وللأسف الشديد هناك أصنافا أعلى إنتاجية منها، على سبيل المثال، صنف جيزة 171 المعتمد يكون محصوله غير عالي، وصنف جيزة 95 الجديد المعتمد أيضا يحدث به صدأ، وبالتالي فإن تقاوي قمح الجفاف تعتبر أفضل من المعتمدة الآن. يرجع سليمان ذلك إلى أن أصناف قمح الجفاف الأربعة التي نقوم بزراعتها الآن تقاوم الملوحة إلى حد 7500 جزء في المليون، وتتحمل الجفاف، وهذا ظهر من خلال زراعة الأصناف هذا العام في أرض رملية في الصالحية الجديدة، وأنتج 20 أردبا للفدان، وتم تطبيق الري بالرش وهذه تعتبر معجزة، لأنه أقصى إنتاجية للري بالرش هو 16 أردبا، وسبب هذه المعجزة هو أن التقاوي لها جدور تتعمق في التربة بدرجة كبيرة جدا لتتحمل الجفاف. ولفت إلى أنه لا تمتلك أي جامعة صنفا واحدا من الأصناف المعدلة حتى في القمح، مشيرا إلى أن كل الأصناف التي يعدلها أساتذة الجامعات تتبع المركز القومي للبحوث الزراعية تحت بند "حق المربي". - قمح الجفاف يضاهي إنتاجية العالم من القمح علق سليمان على تصريح وزير الزراعة بأن الفدان ينتج 2.3 طن، قائلا إنه يعادل 15 أردبا، وإن متوسط إنتاجية العالم للفدان طن ونصف، لأن 55% من إنتاج القمح في العالم معتمدا على مياه الأمطار، وبالتالي لا يكلف شيئا، فقط على الفلاح بذر التقاوي والري بالمطر. وأضاف أن إنتاج 15 أردبا قليل، مقارنة ب23 أردبا أنتجته محطة بحوث الزنكلون بالزقازيق التابعة لمعهد إدارة المياه، بما يعادل 3 أطنان و450 كيلو، وهو إنتاج من صنف "عرابي" للقمح الجاف، الذي لا يصاب بالصدأ أبدا، في مقابل التقاوي الحالية المذكورة سابقا والتي تكون معرضة للصدأ والمياه الكثيرة. في نفس الإطار أوضح وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير أنه: "خلال الفترة المقبلة متجهون بدعم الرئيس السيسي إلى التوسع في إنتاج التقاوي المعتمدة من مراكز البحوث"، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بالقمح نجد الأرض التي تم زراعتها بالتقاوي المعتمدة زادت إنتاجية الفدان بحوالي 2 - 3 أرادب، ولو لدينا 3.6 مليون فدان قمح فيعني ذلك زيادة إجمالي إنتاجيتها حوالي مليون أردب. وعن محطة سخا للتقاوي الجديدة، قال وزير الزراعة: "إن متوسط الإنتاجية وصل خلال العام الحالي 19 أردبا، أي ما يعادل 2.9 أو 3 أطنان للفدان في حين أن المتوسط العالمي للإنتاج يبلغ طن ونصف الطن للفدان الواحد، ولذلك فإنه نتيجة للبحوث فإننا نتوسع في الإنتاجية مع التوسع الرأسي ونسعى للتوصل إلى أصناف جديدة من التقاوى أكثر قدرة على تحمل الظروف البيئية".