زعم تقرير بثته وكالة «فلسطين برس» للأنباء أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) تعرف على القيادى العسكرى فى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود المبحوح، ثم قتله، بعد مقابلة تليفزيونية أجبرته الحركة على إجرائها متلثما، رغم رفضه الأمر برمته، خشية أن يتعرف عليه الإسرائيليون. تقرير الوكالة، التابعة لغريم حماس حركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح)، نقل عن مصادر فلسطينية وصفها بالمطلعة والمقربة من حماس فى غزة، «تفاصيل وخفايا سبقت وأعقبت اغتيال المبحوح فى إمارة دبى (فى العشرين من الشهر الحالى)، من خطة معدة مسبقا وتدعو للارتياب والتشكيك». وسردت المصادر الوقائع التالية: فى منتصف نوفمبر بعث المكتب الإعلامى بحماس إلى وحدة «الإعلام المقاوم» طلبا لإجراء مقابلة مع المبحوح، تحت ذريعة الإعداد لفيلم بعنوان الوهم المتبدد يتعلق بعمليات اختطاف الجنود الإسرائيليين (حيث إن المبحوح كان أحد المنفذين لتلك العمليات فى الانتفاضة الأولى والتى أسفرت عن أسر جنديين وقتلهما). عند التشاور مع لمبحوح قال إنه مشغول الآن فى مسألة مهمة جدا، وإنه لا يجيد الحديث لوسائل الإعلام، ويخشى هو وبعض إخوانه أنه بظهوره فى الإعلام وحديثه عن قصته القديمة سيفتح علينا أبواب الملاحقة الأمنية من جديد، وقد يكشف شخصياتنا مما قد يضر بالعمل الحساس الموكلون به حتى ولو ظهرنا ملثمين أو مموهين، وبالتالى فإن قرار وحدة الإعلام وبعد الدراسة هو أنها لن تتحمل أى مسئولية ممكن أن تترتب على هذه المقابلة التليفزيونية، خاصة الإحراج الشديد الذى يمكن أن تتعرض له حماس مع البلد الذى يتواجدون فيه. جاء القرار من أعلى المستويات فى حماس (موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسى، عزت الرشق، عضو المكتب حاليا) بضرورة إجراء هذه المقابلة، وفى الثلث الأول من ديسمبر أبلغت وحدة الإعلام المقاوم المسئولين أن المقابلة تحددت وستتم يوم ثلاثاء رغم وجود عدة ملابسات غير مقنعة وتخوفات. فى منتصف ديسمبر تقرر إرسال تسجيل المقابلة بواسطة شركة «جولدن فيجن» من بيروت إلى غزة، ولكن حصلت بعض المشاكل، حيث اكتشف أن التصوير قد تم بطريقة تظهر الوجه ومعالم المكان الذى سجلت فيه، ما استدعى إرجاع الأشرطة لإعادة تسجيل المقابلة، ولكنه تقرر الاحتفاظ بنسخة من الشريط الذى يكشف الوجه والمعالم فى أرشيف المقاومة. عندما طلب من المبحوح إعادة المقابلة صرخ وعلا صوته، وتساءل هل طبعت نسخة من التسجيل الأول فقيل له لا، ورفض إجراء المقابله بشكل قاطع، إلا أن قيادة حماس طالبته بإجرائها، وهو ما كان. وفى اتهام مبطن لحماس تساءلت الوكالة: «لماذا الإصرار على إجراء المقابلة رغم خطورتها؟، من الذى وضع الأسئلة؟، من الذى صور الشريط الأول رغم كل المحاذير، حيث ظهر وجه الرجل وملامحه؟، من الذى احتفظ بالنسخة الأولى واخفى عليه احتفاظه بها؟، من الذى أمره بالذهاب إلى دبى؟، وهل يعرف (المبحوح) الكثير من الأسرار فقرروا التخلص منه؟». معلقا على هذه الاتهامات، قال مصدر مقرب من حركة حماس ل«الشروق» إن «الفيلم الوثائقى بحوزة الجزيرة ولم تبثه القناة بعد، لكن بعد اغتيال المبحوح بثت الجزيرة أقل من دقيقة من الفيلم». وعن تلميح التقرير إلى احتمال تسريب النسخة الأولى من التسجيل التى تظهر فيها ملامح المبحوح، قال المصدر، الذى فضل عدم الكشف عن هويته كونه ليس مخولا بالحديث لوسائل الإعلام، إن «حماس تعتبر هذه الأحاديث مجرد خرافات ومناكفات تداولتها وسائل إعلام فتح ولا تستحق مطلقا الرد عليها».