«هيتجوز.. دا هيتجوز».. قالتها البنت فاطمة صاحبتى، وبعدها راحت إتكومت فى ركن وحطت إيديها على خدها وسرحت فى ملكوت الله.. بس أنا ما سكتلهاش.. قولتلها إيه يا مخبولة إنتى.. ما يتجوز براحته هو انتى هتحرمى شرع ربنا والا تكونيش كنتى حاطة عينيك عليه ؟.. بصتلى واتفتحت فى العياط.. أصل هى البت فاطمة دى حضرتك ما تفهملهاش حال من يوم أبوها ما عرف بموضوع غسيل الكلى اللى هيضطر يعمله كام مرة فى الشهر وهيتكلف أد إيه وهى بتغل فى نفسها كده وماحدش عارف يجيبلها سيرتك من غير ما تهب فيه.. غلبنا نقولها يا بنتى ما احنا ياما حذرناكى تبعدى أبوكى عن كيفه البطال فى شرب ماية الحنفية تقولنا أعمل إيه الكيف بيذل صاحبه، نقولها طب يبقى الدكتور ذنبه إيه، تبصلنا وبرضه تتفتح فى العياط.. قلة عقل بعيد عن حضرتك. أصل من يوم الواد اللى كان خاطبها من سنتين ما شاف الإعلان بتاعكم بتاع إلحق القطر قبل مايفوتك وطلع يجرى عشان يلحقه، بعد ما كان عاطل بقاله ييجى 9 سنين والقطر بعيد عنك وعن السامعين فرمه وهى عمرها ما ابتسمت فى وشك وانت على شاشات التليفزيون.. نقولها يا فقرية ما الدكتور صرف لعيلته ييجى 3 آلاف جنيه هيعملكوا إيه تانى؟.. إنتو هتنهبوا ؟.. تبصلنا وبرضه تتفتح فى العياط.. بس إحنا حضرتك ماعدناش بندق عليها من زمان من أيام موضوع أختها اللى كان جالها المرض الوحش فى كبدها.. يوميها برضه كانت بتفكر تلومك بس إحنا كتمناها.. هى هتتكلم كمان فى قدر ربنا ؟.. وإن كان ع الخضار والفاكهة ما حضرتك ياما خرجت فى الصحافة والتليفزيون وقلتى إنهم بيسقوها ماية صرف صحى وإنها مليانة رش ومبيدات.. مش يحطوا فى دماغهم شوية عقل بأه ويبطلوا ياكلوا ؟.. لأ.. قعدوا ياكلوا كل يوم فاكهة وخضار وخضار وفاكهة لما جابوه لنفسيهم.. والا يوم ما بعبعت بكلمتين عشان عمها اللى وقعت عليه الصخرة بتاعة الدويقة وما لقوهوش ولا عرفوا يدفنوه..ما سكتناش وعرفناها إن هو برضه اللى كان غلطان.. كان حد قاله يسيب مصر كلها ومايحلالوش السكن غير تحت الصخرة ؟.. وابن خالتها اللى كان فى العبارة وزعلت لما صاحبها عرف يهرب بره البلد.. هو يعنى كان مطلوب حد من عندكم من المجلس يقعدله على باب البلد.. دكاترة انتو والا بوابين ؟.. وعمتها وابنها وخالتها وابنها وخالها ومرات عم أبوه.. اللى مش عارف يتجوز واللى مش عارف يشتغل واللى مش عارف ياكل واللى مش عارف يشرب واللى بهدلوه فى بلاد بره وماحدش عبره واللى بيتبهدل فى بلاد جوه وبيموت فطيس.. هى بت كده رخمة وأوفر ومشيلاك ذنب الحاجات دى كلها إنت والسادة زملاتك ما اعرفش ليه.. بس أنا فاض بىّ المرة دى بأه.. اتفتحت فيها وقولتلها إلا المرة دى.. مش هاسمحلك تنكدى علينا فى المناسبة السعيدة دى أبدا.. ده حتى الخبر المرة دى لازم يسعدنا كلنا ويبخ البهجة فى أنحاء البلاد، لأنه أكبر دليل على إن أى حد ممكن يلاقى نصه التانى فى أى سن وأى طول.. دى قمة الرومانسية وذروة الأمل.. دى حكاية هتبث الروح الإيجابية فى كل فرد من أفراد الشعب ورمضان الجاى هتلاقيها معمولة مسلسل 30 حلقة يضرب مسلسل (مهند) ده على عينه ويمحيه من ع الشاشات.. بصتلى ومدت بوزها شبرين.. بس أنا فهمتها.. أصل هى حضرتك ساعة ما شافت المتحدث الرسمى هيبتدى يتكلم قامت هى يظهر افتكرته هيقول حاجة بخصوصها هى وعيلتها يعنى.. فلما سمعته ساب الكلام ده كله وبيتكلم عن الفرح يظهر خدت على خاطرها والا حاجة.. معلش هى بت غلاوية صحيح بس قلبها أبيض.. فيا ريت المرة الجاية لما المتحدث الرسمى يحب يعلن خبر تانى مفرح ومهم زى ده يعنى مثلا ترقية.. علاوة.. نجاح حد من الأحفاد فى الإعدادية أو ناويين تصيفوا السنة دى فين ممكن بس تخليه يحط وراه خبر صغير كده عن أى حاجة من اللى مزعلة فاطمة وعيلتها ؟.. معلش يا دكتور إنت برضه قلبك كبير.. ولا يسعنى فى النهاية إلا أن أتقدم لحضرتك بأرق التهانى والأمنيات القلبية الصادقة بالحياة السعيدة والعمر المديد.. عقبال البكارى يا دكتور.. وألف مبروك.
