الجائزة تأسست عام 2014 بعد قرار مجموعة من النقاد الأدبيين الثورة على جائزة البوكر التى دائمًا ما تميل لاختيار الكتاب الأكثر مبيعًا أو الكاتب الأكثر شهرة بين الجمهور عوضًا عن اختيار العمل الأعلى حرفية أو الكاتب الأكثر تمكنًا من أدواته من منظورهم فاز الروائى الأيرلندى «كولم تويبين» بجائزة «راثبونز فوليو» الأدبية البالغ قيمتها 30 ألف جنيه إسترلينى عن رواية «الساحر The Magician» وهى سيرة ذاتية خيالية عن أهم المحطات الأدبية والأعمال الخاصة بالكاتب الألمانى الراحل الحائزة على جائزة نوبل فى الأدب، توماس مان تودور، ومنها: «الموت فى البندقية» و«الجبل السحرى»، وذلك على خلفية الاضطرابات التى شهدتها أوروبا فى النصف الأول من القرن العشرين. وقد لجأ «تويبين» لاستعمال أسلوب رشيق مزج فيه بين الواقع والخيال لنقل الوقائع الحياتية لكاتب شهير من الماضى، وقد اتبع نفس الأسلوب فى روايته عن الكاتب الأمريكى الراحل، هنرى جيمس، والتى صدرت عام 2004، وقد وصفته المراجعة النقدية التى نقلتها صحيفة «الجارديان» آنذاك بأنه «كتاب يوازن بشكل فريد بين أدق الأسرار الحياتية للكاتب، وبين كل الأحداث الهامة فى تاريخه والتى تستحق الذكر». وفى بيان صادر عن لجنة التحكيم هذا العام، والتى تضم نخبة من الروائيين البريطانيين؛ مثل: تيسا هادلى وويليام أتكينز وراشيل لونج، تمت الأشارة إلى رواية الساحر على «أنها رواية فريدة وسخية فى التفاصيل»، والتى برغم إفرادها صفحات عريضة للتحدث عن تاريخ القرن العشرين، إلا أنها متجذرة بشكل ما فى التفاصيل الشخصية للحياة الخاصة ببطل القصة، وأضافت «لونج» أنها قرأت 80 كتابًا خلال عملية فرز الكتب فى المسابقة، ولكنها لم تقع فى غرم أى رواية باستثناء رواية «تويبين». جدير بالذكر أن «تويبين» كان قد كتب أربعة فصول من الرواية عندما تم تشخيص إصابته بالسرطان عام 2018، وتبع ذلك ستة أشهر من العلاج الكيميائى، وتعقيبًا على ذلك قال: «علمت أنه إذا عاد السرطان، فإن فرص كتابة الكتاب ستكون معدومة لذلك حرصت على أن أعمل بجد وبسرعة كبيرة، وعلى ألا أضيع ثانية واحدة». وكشف عن أنه فى قرارة نفسه قرر أنه سيقلق على صحته فقط عند الانتهاء من كتابة الرواية، والخبر السعيد أنه تمكن من الانتهاء منها ولم يعد السرطان، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» الريطانية. وقد تأسست جائزة «راثبونز فوليو Rathbones Folio» بعد أن قررت مجموعة من النقاد الأدبيين الثورة على جائزة «المان بوكر» الأدبية الأكثر شهرة عام 2014؛ وذلك بعد أن ارتأوا أن لجنة تحكيم الجائزة دائمًا ما تميل لاختيار الكتاب الأكثر مبيعًا أو الكاتب الأكثر شهرة بين الجمهور عوضًا عن اختيار العمل الأعلى حرفية أو الكاتب الأكثر تمكنًا من أدواته من منظور أدبى بحت، وقال الوكيل الأدبى، أندرو كيد، الذى اقترح الفكرة حينها إن الجائزة الجديدة تهدف إلى تقديم الدرر الأدبية النادرة إلى الجمهور على أوسع نطاق ممكن. وذكر أن الفئات الأدبية التى يسمح لها للمشاركة فى المسابقة أشمل من جائزة البوكر؛ حيث يتم السماح إلى جانب الأعمال الخيالية المعتادة للكتب و الأعمال غير الخيالية و المجموعات الشعرية بالمشاركة، ويتم اختيار جميع الكتب التى تم النظر فيها للحصول على الجائزة من قِبَل مجموعة من الحكام المتساوين فى المنزلة الأدبية والذين يتم انتقاؤهم بعناية، ومن بين الفائزين السابقين بالجائزة: الكاتب جورج سوندرز عن قصته القصيرة «العاشر من ديسمبر»، والكاتب ريموند أنتروبوس عن مجموعته الشعرية الأولى «المثابرة»، وقد حصدت الكاتبة كارمن ماريا ماتشادو الجائزة العام الماضى عن مذكراتها التى تحمل عنوان «فى بيت الأحلام». وقد تم ترشيح «تويبين» للجائزة مرة واحدة من قبل، ولجائزة «البوكر» ثلاث مرات، وفى أعقاب فوزه بالجائزة صرّح «تويبين» أنه لم يشعر فى حياته بمثل تلك الأهمية، وأضاف: «لقد استغرق منى البحث فقط من أجل تأليف ذلك الكتاب 15 عامًا، ولكننى حرصت على أن أجعل الكتاب قصة شيقة مليئة بالدراما الحياتية ومستحقة للقراءة عوضًا عن جعلها كتاب تاريخى بحت لسرد قصة ما حدثت فى الماضى». وأكد أن الفوز بالجائزة كان بمثابة مفاجأة بالنسبة له، وأنه ليس لديه أى فكرة عما سيفعله بالجائزة المالية حتى الآن، وبيّن أنه مشغول حاليًا بالتدريس فى جامعة كولومبيا بنيويورك، كما أنه يخطط شهر مايو المقبل لمواصلة العمل على كتاب جديد يمثل نوعًا من التكملة لروايته «بروكلين» التى صدرت عام 2009 ولاقت نجاحًا كبيرًا بين أوساط الجمهور والنقاد على حد سواء.
