الهبات الساخنة التى تعانى منها المرأة فى خريف العمل مازالت محل بحث ودراسة لكن الأمر المؤكد أن انحسار الهرمونات الأنثوية فى تلك المرحلة من العمر يلعب دورا فاعلا فى حدوثها. الهبات الساخنة عرض تعانى منه غالبية النساء فى مرحلة انقطاع الدورة الشهرية. تبدأ تلك النوبات بإحساس بالحرارة والصهد يصاحبه عرق غزير وإحساس بفتور الهمة والضجر والتوعك وازدياد نبض القلب والصداع وربما الدوار والأرق ليلا. قد يتطور الأمر لضيق النفس وصعوبة وآلام العضلات والرغبة فى القىء والاحساس بالغضب لأسباب واهية. قد تدوم تلك الهبات لدقائق وقد تتكرر يوميا بصورة تبدو مزعجة تثير القلق. دراسة تلك الهبات الفسيولوجية دعت مجموعة من العلماء لرصد كل ملابساتها فى جامعة وين الأمريكية بقياس درجة حرارة الجلد ومعدل تدفق الدم فى الشرايين ونبض القلب وظاهرة العرق المصاحبة التى يواجه بها الجسم ارتفاع درجة الحرارة وقد عزوا تلك التغيرات فى النهاية لمادة النورابينفرين التى تزيد معدلاتها فى غياب الهرمونات الأنثوية وانحسارها. علاج تلك الهبات الساخنة باستخدام جرعات من هورمون الاستيروجين صادف نجاحا كبيرا لكن تبعاته كانت أكبر إذا ثبت أنه السبب فى تعرض النساء لنسبة أكبر من نوبات القلب القاتلة فى تلك المرحلة من العمر. لذا فقد توقف العالم عن استعماله. هناك البعض من العلاجات الطبيعية والملاحظات التى قد تقى المرأة من تلك الهبات الساخنة المزعجة مثل: تفادى الكحوليات والمشروبات المحتوية للكافين مثل الشاى والقهوة والكولا. التوقف عن التدخين. تفادى الأطعمة ذات النكهات القوية مثل الطعام الهندى والصينى. الإكثار من الفواكه والخضراوات الورقية والأطعمة التى تحتوى على الهرمونات النباتية الشبيعة بالاستروجين مثل الصويا والعدس والحمص. تفادى الملابس الضيقة واستبدالها بالأقمشة القطنية والملابس الفضفاضة. للهبات الساخنة أسباب أخرى وإن كانت هبات خريف العمر عند المرأة هى الأشهر. الأمراض مثل داء باركنسون والصداع النصفى واستعمال بعض الأدوية والصدمة العصبية كلها أسباب ينجم عنها درجات مختلفة من الهبات الساخنة. أيضا الإصابة بالسرطان ونقص هورمون الأندروجين عند الرجال. الرياضات الذهبية كاليوجا والتأمل التى تمكن الإنسان من التحكم فى بعض من الوظائف الفسيولوجية كالتنفس تفيد إلى حد كبير فى التحكم أيضا فى نوبات الهبات الساخنة. إجادة ممارستها والانتظام فيها قد يضمن خريفا هادئا للمرأة بعيدا عن الهبات الساخنة.