بدأ وصول المساعدات والتجهيزات العسكرية الأربعاء إلى هايتي في إطار التعبئة الدولية لمساعدة هذا البلد اثر الزلزال المدمر الذي ضربه الثلاثاء وقد يكون أوقع عشرات آلاف القتلى. وغص مطار بور أو برنس الذي أغلق بعد الزلزال ثم أعيد فتحه لاحقا، بالطائرات ما أرغم طائرة نقل فرنسية كبرى على تأخير إقلاعها من جزيرة المارتينيك. وفي موازاة ذلك وصلت سفينة لخفر السواحل الأميركي وتلتها سفينة أخرى. ويتوقع أن تصل حاملة طائرات نووية أميركية الخميس إلى هايتي فيما تفكر واشنطن في إرسال سفينة تضم مستشفى. ويأتي ذلك على خلفية التعبئة الكبرى التي أعلنتها الأممالمتحدة لمساعدة هذه الدولة الأفقر في الأميركيتين والتي سيزورها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أسرع وقت ممكن. ووعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتحرك سريع ومنسق وفاعل لإنقاذ الأرواح فيما شهدت الولاياتالمتحدة حملة تعبئة كبرى الأربعاء لمساعدة هايتي اثر الزلزال القوي الذي ضربها. وما يدل على الأهمية التي توليها واشنطن لهذه الكارثة، ألغت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جولة في المحيط الهادئ وكذلك فعل وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس الذي كان يفترض أن يشارك في نهاية الأسبوع في اجتماع وزاري في استراليا. وأعلن أمين عام مجلس الأمن القومي دنيس ماكدونو أن طلائع فرق الإنقاذ الأميركية قد وصلت إلى هايتي بعد 24 ساعة وقوع الزلزال وأنها "بدأت عمليات الإنقاذ". ومن على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة وجه الرئيس الأميركي السابق ومبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى هايتي بيل كلينتون الأربعاء نداء لتقديم مساهمات مالية "حتى لو كانت دولار أو دولارين". واثر هذا الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات وقد يكون أوقع أكثر من مئة ألف قتيل، أعلنت واشنطن عن تعليق عمليات طرد المهاجرين غير الشرعيين إلى هايتي. وكان الاتحاد الدولي للصليب الأحمر الذي يوجد مقره في جنيف يستعد لمساعدة "ثلاثة ملايين شخص" أي عدد سكان المنطقة المتضررة من الزلزال. وتعهد البنك الدولي برصد مئة مليون دولار إضافية لهايتي فيما يتوقع أن يحذو حذوه صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأمريكي. واعتبر برنامج الأغذية العالمي أن المواد الغذائية والأدوية والمياه والإسعافات ذات أهمية حيوية في هذه الأرض المحرومة حيث لم يعد يعمل أي من البنى التحتية. ويستعد البرنامج الذي ينشر حوالي 200 موظف في هايتي لإرسال طائرتين تنقلان المساعدة الغذائية. ودعت مجموعة ريو، الهيئة الإقليمية التي تضم 24 دولة من أمريكا اللاتينية إلى تقديم "مساعدة عاجلة". وفي سباق مع الزمن للعثور على ناجين محتملين، ينتظر وصول رجال إنقاذ فرنسيين وكنديين وفنزويليين أو حتى تشيليين برفقة كلاب مدربة وأطنان من المعدات. ويتوقع أن تصل طائرة هيركوليس سي-130 كندية تنقل بعثة استطلاع بعد الظهر إلى بور أو برنس فيما ستغادر طائرة نقل أخرى كندا وعلى متنها مروحية جريفون ورجال إسعاف. من جهة أخرى أقلعت ثلاث طائرات نقل عسكرية فرنسية الأربعاء من المارتينيك وهي تقل خمسين شخصا ومساعدات إنسانية إلى بور أو برنس ثم غادرت طائرة إيرباص إيه-310 جنوب شرق فرنسا وعلى متنها 60 عنصرا من الأمن المدني. وأرسلت فنزويلا خمسين رجل إنقاذ ومواد غذائية وطبية فيما سترسل البرازيل 28 طنا من المواد الغذائية والمياه العذبة وستقدم مساعدة مالية فورية تتراوح بين 10 و15 مليون دولار. وسترسل تشيلي 15 طنا من المساعدات وفرقا طبية وفرق إنقاذ وكذلك كولومبيا وجمهورية الدومينيكان فيما ستقدم كوبا مساعدة طبية عاجلة. وسترسل المكسيك ثلاث طائرات وسفينة تضم مستشفى تنقل 70 طنا من المواد الغذائية ومائة رجل إنقاذ وأطباء وتقنيين.