في محاولة لإتاحة عيون الأدب العربي العالمي للناشئة والشباب، عاودت الدار المصرية اللبنانية إصدار سلسلتها الشهيرة "روائع الأدب العالمي في كبسولة"، وهي السلسة التي كان يشرف عليها الكاتب الراحل مختار السويفي، وأصدر فيها سبعة أجزاء، ثم توقفت بوفاته. وقد تعاقدت الدار المصرية اللبنانية مع مترجمين جدد لتواصل صدورها، وصدر منها حديثا عددان جديدان، قام بالترجمة والعرض والتبسيط كل من الناقد والمترجم حسين عيد وحمدي عباس. احتوى العددان الجديدان على مجموعة من الأعمال الكبيرة مبسطة، بما لا يخل بجمال العمل الروائي أو المسرحي، بحيث تناسب سن الناشئة والشباب. فالجزء الثامن الذي أعده حسين عيد يضم ثماني قصص من هذه الروائع أولاها "آليس في بلاد العجائب" للويس كارول، ثم "الأمير الصغير" لأنطوان دي سانت أكزوبري، والتي ترصد أدق تفاصيل التعبير الإنساني، ثم "التحول" لفرانز كافكا، حيث ترصد غرابة السلوك البشري، أما "صورة دوريان غراي" لأوسكار وايلد، فتتناول علاقة الإبداع بالمجتمع، ثم تأتي "ماسة كبيرة في حجم الريتز" لفيتز جيرالد، وهي تعالج فكرة الارتحال في حياة البشر، في حين تركز "طريق الخروج الطويل" للمؤلف نفسه على فكرة الحرية كمقابل للوجود بسياقها الواقعي والرمزي. كما يضم هذا الجزء الثامن رواية "خارجان على القانون" لسلمى لاجرلوف، ويختتم هذا الجزء من الروائع ب"إيثان فروم" لايديث وارتن، التي تكشف عن الصراع الحتمي بين البقاء والرحيل بين الثابت والمجهول، وهى كلها أعمال أدبية رائعة تجاوزت حدود الزمان والمكان وصارت تقرأ في كل أنحاء العالم. أما الجزء التاسع- الذي أعده حمدي عباس- فيضم أربع روايات وثلاث مسرحيات، تأتي في البداية "مرتفعات وذرنج" لإميلى برونتي، حيث تتناول صراع المشاعر والمادة، وتليها مسرحية "ما وراء الأفق" لأوجين أونيل لترسخ لفكرة الأمل والأحلام في تشكيل مستقبل الإنسان. أما قصة "بعيدا عن الحشد المجنون" لتوماس هاردي، فتركز على فكرة التواؤم مع المجتمع المحيط ، وكيف يقابله صراع البحث عن الأفضل. وتأتي "ذهب مع الريح" لمؤلفتها مارجريت ميتشيل لتؤكد قيمة الانتماء إلى الأرض لتشكيل أساس حياة الإنسان، بينما تأتي قصة "إيما" لجين أوستن مؤكدة قيمة التوافق والاختلاف في تشكيل حياة شابة تبحث عن الأفضل النسبي، وليس الأفضل المطلق. ويختتم الجزء بمسرحيتين أولاهما "زوج مثالي" لأوسكار وايلد، الذاخرة بتلك التناقضات التي تتشكل منها حياتنا، وثانيتهما "يوليوس قيصر" لوليم شكسبير، المفعمة بعبق التاريخ وروعة الصراع الإنساني حين ينتصر للخير.