لم تتردد السيدة الثلاثينية في القرار التي اتخذته بداخلها، بالتخلص من حياتها بالقفز من الطابق الرابع، بعدما طفح بها الكيل، لتلفظ أنفاسها الأخيرة متأثرة بجراحها وسط بركة الدماء بالشارع أمام المارة في منطقة العمرانية. كرست الثلاثينية حياتها في حب زوجها، منذ دخولها عش الزوجية، لتنجب أطفالها الاثنين وقتها ظنت أن الله قد وهبها جنته في الارض، ولكن سرعان ما انقلبت الأمور على عقب، نظرا للضائقة المالية التي يمر بها رب الأسرة لتبدأ المشاكل تدب داخل منزلهما، حول مصاريف المنزل، ومدارس أولادهم، ليشتد الخلاف بينهما ولم ينته ليتكرر عدة أيام متتالية، فلم تجد الزوجة أمامها إلا التخلص من حياتها ظنا منها إنها بذلك سترتاح، ودبرت الخطة للانتحار. واستغلت السيدة عدم تواجد زوجها بالمنزل، وودعت طفليها الاثنين والدموع تتساقط من عيناها لتلقي نفسها من الطابق الرابع أمام أعينهم، على إثرها توفيت في الحال، لتتعالى أصوات الصرخات بالمنطقة، ويبلغ أحد الأهالي رجال الشرطة التي حضرت على الفور بسيارة الإسعاف، ونقلت الجثة إلى المشرحة، بحسب التحريات. وبدأت رحلة الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات الواقعة لتستمع لأقوال الزوج الذي أقر بتواجد خلافات دائمة في الفترة الأخيرة بينه وبين زوجته خلافات، بسبب مصاريف المنزل وخلافات زوجية، مضيفا أنه لم يتخيل انتحارها وإنهاء حياتها بسبب تلك الخلافات. وأوضح أنه لو كان يعلم بأنها ستقدم على الانتحار ما كان ترك المنزل بل حاول إخراجها من تلك المحنة. وتلقى ضباط مباحث قسم شرطة العمرانية بلاغا من غرفة النجدة يفيد، مصرع ربة منزل، إثر سقوطها من علو، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارة إسعاف لمحل البلاغ، وتبين وجود جثة "م.ا"، 36 عاما، ربة منزل، وبها كسور في أماكن متفرقة من جسدها ونزيف داخلي. وبعمل التحريات تبين أن المتوفاه أقدمت على الانتحار بإلقاء نفسها من الطابق الرابع، بسبب مرورها بأزمة نفسية بعد خلافات نشبت بينهما وبين زوجها. وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وإخطرت النيابة العامة لتتولي التحقيقات.
