أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بناء جدار إلكتروني حديث التقنية بطول 255 كيلو مترا وكلفة 270 مليون دولار على الحدود مع مصر، وذلك بغرض منع أعمال التسلل والتهريب وحماية أمن إسرائيل من التهديدات التي تستهدفها. وكشف نتنياهو أن الجدار الجديد سيبدأ من جنوبي مدينة رفح، بعيدا عن الحدود المصرية مع قطاع غزة، وسيحتوي على رادارات حديثة وبعض التقنيات المتطورة بهدف كشف المتسليين عبر الحدود. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "اتخذت قرار إغلاق الحدود الجنوبية لإسرائيل أمام المتسللين والإرهابيين...هذا قرار استراتيجي بهدف تأمين الطابع اليهودي والديمقراطي لإسرائيل". وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ستواصل السماح للاجئين بالدخول إليها لكنه أردف قائلا إننا "لن نسمح لعشرات الآلاف من المهاجرين غير القانونيين بالتسلل إلى إسرائيل عبر حدودها الجنوبية وإغراق بلدنا بأجانب غير شرعيين". الحدود المصرية الإسرائيلية في طابا وذكرت مصادر إسرائيلية أن بناء الجدار الجديد يرمي إلى تحقيق غايتين اثنتين: الأولي هو مكافحة حوادث الإجرام والتهريب وتسلل اللاجئين، والثانية أمنية وتتمثل بتأمين الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية ضد كافة المخاطر والتهديدات، سواء أكانت من قبل القاعدة أو غيرها من المنظمات والجهات التي يمكن أن تهدد أمن إسرائيل". وكشف المسئولون الإسرائيليون أن الجدار الجديد لن يكون إسمنتيا، ولا عاليا، بل حديث التقنية. ويُذكر أن آلاف المهاجرين الأفارقة وغيرهم تدفقوا على إسرائيل انطلاقا من الحدود المصرية خلال السنوات القليلة الماضية وذلك هربا من النزاعات المسلحة في بلدانهم أو بحثا عن شروط حياة أفضل في إسرائيل. وصعدت الشرطة المصرية إجراءاتها الأمنية خلال الشهور الماضية في محاولة منها لمراقبة حدودها مع إسرائيل في أعقاب تزايد نشاطات تهريب البشر عبر مصر. وقد قتلت الشرطة المصرية ما لا يقل عن 17 شخصا منذ شهر مايو الماضي كانوا يحاولون التسلل لإسرائيل. الجدار الفولاذي سيكون بعمق نحو 18 مترا تحت الأرض يُشار إلى أن العمل جارٍ الآن على بناء جدار آخر على الحدود بين قطاع غزة والحدود المصرية، وتقول التقارير إنه يُبنى من مادة الفولاذ وسيكون بعمق حوالي 18 مترا تحت الأرض. وقد توقَّع ضابط في الجيش الإسرائيلي مؤخرا أن يساعد الجدار الفولاذي، الذي تقوم مصر ببنائه في أراضيها على الحدود مع قطاع غزة، على الحدِّ بدرجة كبيرة من عمليات تهريب الأسلحة عند إتمامه. لكنه قال إن الانتهاء من بناء الجدار قد يستغرق شهورا. وكانت مصر قد قلَّلت من شأن أعمال الحفر التي تجري على الحدود مع غزة، وتمتد بطول 14 كيلومترا. لكن حركة حماس، التي تسيطر على غزة، تطلق عليه صفة جدار الموت، وتقول إنه قد يُحكم الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع من خلال خنق أنفاق التهريب من سيناء.