شهد عدد من محافظات الصعيد، أمس، تشديدا أمنيا مكثفا حول الكنائس، وأماكن تجمع الأقباط، تحسبا لردود فعل عقب مذبحة عيد الميلاد التى وقعت فى نجع حمادى وأسفرت عن مقتل 8 أقباط وإصابة 8 آخرين بعد إطلاق مسلحين للنار، عقب خروج المحتفلين بقداس عيد الميلاد، من مطرانية نجع حمادى الأربعاء الماضى. وفى المنيا، أغلقت الشوارع المحيطة بالكنائس، والملحق بها نواد اجتماعية، وأماكن للاحتفال بعيد الميلاد، وهو ما استنكره عدد من القيادات القبطية فى المحافظة، نظرا لاختلاف وضع المنيا عن محافظة قنا، على حد قولهم. وأكدوا أن حادث نجع حمادى هو حادث فردى وليس طائفيا، وأن من بين المحتفلين عددا من المسلمين الذين يرتادون النوادى القبطية. وشهدت مساجد المنيا حالة من الاستنفار الأمنى خلال صلاة الجمعة أمس، حيث فرض الأمن وجوده فى الشوراع الرئيسية بالمحافظة، والطرق المؤدية للمساجد الكبرى، وانتشر عدد من رجال الأمن على باقى المساجد الصغيرة، تحسبا لاحتجاجات قبطية أو احتكاكات بين المواطنين أو استغلال الحادث فى التظاهر ضد بناء الجدار الفولاذى فى رفح. واقتصرت خطب فى المساجد الجمعة على الحديث عن أخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم مع اليهود والنصارى ومدى حبه للنصارى واحترامه للأديان السماوية، وابتعد أغلبها عن الحديث المباشر عن الحادث وفقا لتعليمات مديرية الأوقاف. وفى أسيوط، نشرت أجهزة الأمن أكثر من 5 آلاف مجند وضابط من قوات الأمن المركزى أمام المساجد والكنائس، وأرسلت مديرية أمن الدولة منشورا، إلى أئمة المساجد الكبرى بعدم إطالة الخطبة وعدم التطرق لأحداث نجع حمادى. وفى الفيوم، كثفت الأجهزة الأمنية إجراءاتها التأمينية حول الكنائس بمدينة الفيوم وفى دير الأنبا إبرام بقرية العزب التابعة لمركز الفيوم مساء أمس الأول، ووضعت الشرطة حواجز مرورية وأغلقت المنطقة المحيطة بكنيسة مارجرجس التى يوجد فيها الشباب القبطى للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، كما تم تكثيف الحراسة على دير الأنبا إبرام المقر الدائم لمطران الفيوم لوجود الشعب القبطى هناك حتى المساء للاحتفال بالعيد.