تشهد العلاقة بين شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى ووسائل الإعلام قدرا كبيرا من التوتر بين الحين والآخر، فالإعلام يصر على ملاحقة الشيخ فى حين يفتح طنطاوى مكتبه دوما لوسائل الإعلام، ويدعوهم لحضور لقاءاته مع كبار المسئولين والقادة، الذين يحجون إلى الأزهر من آن لآخر لاستيضاح الأمر فيما يعن لهم من مشكلات، خاصة ما يتعلق بأوضاع المسلمين فى الغرب ليجد الإعلاميون «وجبة» دسمة، تسيل مداد أقلامهم. وكانت واقعة مصافحة الشيخ لشيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلى مطلع العام الماضى قد أثارت ردود فعل قوية وسط مطالبات برلمانية بعزله من منصبه، وما لبثت أن هدأت هذه العواصف حتى هبت عواصف جديدة لجلوس الشيخ مع بيريز على طاولة واحدة فى مؤتمر لحوار الأديان، وارتفعت نفس المطالبات بعزل الشيخ. أما واقعة «النقاب» فكانت الأكثر حدة والأكثر قوة فى الربع الأخير من العام الماضى، وشغلت مساحات من الجدل داخل مصر وخارجها، وعبر وسائل الإعلام، حتى وصل الأمر إلى اعتقال الداعية السورى عبدالرحمن كوكى لتعمده النيل من شخص شيخ الأزهر فى برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة، الذى استضاف على الجانب الآخر الدكتور عبدالرحيم على مدير مركز الدراسات العربية والإسلامية وانخرط يدافع عن الشيخ بعد أن تجاوز الضيف السورى فى الهجوم على الشيخ. وبعد هذه الوقائع أغلق الشيخ بابه أمام مثيرى المشكلات، إلا فى بعض الزيارات المهمة مثل زيارة السفير السويسرى بالقاهرة للشيخ عقب استفتاء حظر بناء المآذن، ولذلك فإن المرجح هذا العام أن يشهد تقنينا لعلاقة الشيخ بوسائل الإعلام. وبعد برنامج الاتجاه المعاكس استقبل الشيخ فى مكتبه عبدالرحيم على ليشكره على موقفه فى قناة الجزيرة، وبدوره أسدى له على النصح بأن يتم اختيار متحدث إعلامى باسم شيخ الأزهر، وقال الباحث فى تصريحات ل«الشروق» إن العلاقة بين الشيخ والإعلام ربما تزداد توترا العام المقبل. يرى أن الذى يحسن العلاقة ويخفف من وطأة التوترات المستمرة هو اختيار متحدث إعلامى باسم الشيخ، يكون على دراية تامة بالخريطة السياسية والبروتوكول، ويجيد عددا من اللغات الأجنبية، ويعد جميع البيانات بعد المقابلات الرسمية مع شيخ الأزهر، حتى يكون بعيدا عن الإعلاميين، الذين يسئ البعض منهم فهم تصريحات شيخ الأزهر، وأكد أن الشيخ يدرس الاقتراح، وربما يصدر قرار جديد حوله فى العام الجديد. يذكر أن شيخ الأزهر سبق أن أصدر قرارا منذ صدر قرار بتعيين متحدث رسمى وهو وكيل الأزهر بمنصبه.. وكان أول متحدث تم تعيينه هو الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر السابق، ولم يمارس الديب مهام عمله ولو لمرة واحدة، بل كان القرار مجرد حبر على ورق، وربما بعد التزايد حدة العلاقة بين الطرفين «الشيخ والإعلاميين» يعاد إحياء هذا القرار أو تفعيله، لكن الكثير من الدلائل تشير إلى أن المتحدث الجديد سيكون من خارج المؤسسة الدينية المصرية، وسيكون وجها إعلاميا يثق فيه الشيخ ويحظى بقبول من مؤسسات الدولة المدنية.