بكل المقاييس كان عام 2009 عاما كبيسا على شيعة مصر، فشهد اتهامات لاحقت نشطاءهم، خاصة بعد إلقاء القبض على خلية حزب الله المتهمة بالقيام بأعمال إرهابية داخل مصر، وتنفيذ أعمال من شأنها زعزعة الاقتصاد والأمن القومى. وشهد العام اعتزال الناشط الشيعى المعروف محمد الدرينى رئيس مؤسسة آل البيت للعمل العام، وأعلن التوقف عن العمل السياسى فى الوقت الراهن وإغلاق مؤسسته فى مصر، مؤكدا تفرغه للأعمال الأدبية وكتابة السيناريوهات والدفاع عن مشروعاته الخاصة. كما تعرض مجموعة من الشيعة للاعتقال، ومنهم حسن شحاتة، المشهور عنه سب الصحابة رضوان الله عليهم، كما طالت الدكتور أحمد راسم النفيس الطبيب الشيعى المعروف بعضا من حوادث العنف. وفى نفس الوقت ومع ازدياد الأزمة الشيعية تقدم النفيس بإنذار لوزير الداخلية للاعتراف بالشيعة كطائفة دينية، وأعلن اعتزامه إنشاء جمعية باسم الشيعة، وأكد النفيس فى إنذاره للداخلية أنه وفقا للقانون رقم 15 لسنة 1937 ينبغى على أى طائفة دينية أن تتقدم بطلب اعتراف لوزير الداخلية على أن يرد الأخير فى غضون 60 يوما بالرفض أو القبول، وإذا لم يرد فيحق رفع دعوى أمام القضاء الإدارى. وبالفعل لم ترد وزارة الداخلية، ولم يتقدم النفيس لمحكمة القضاء الإدارى وأوقف طلبا كان يعتزم تقديمه مع بعض المحامين بهدف إنشاء الجمعية، خوفا من أى تنكيل. ورغم التضييق الشديد على الشيعة خاصة فى منتصف العام الماضى، فإن الدكتور أحمد راسم النفيس متفائل جدا بأن عام 2010 سيكون عاما سعيدا على شيعة مصر، وقال إن السيناريو السابق الذى بدأ بخلية حزب الله، وكان يهدف إلى ضرب الشيعة مع الاعتقالات المتوالية، كلها ارتبطت بالتفاعلات الإقليمية الضاغطة فى المنطقة. وفسر خروج «الشيخ شحاتة ورفاقه» بأنه تخفيف للضغط، فضلا عما لاحظه من تخفيف المراقبة، ووقف الحملات الإعلامية غير المسبوقة فى حياة الشيعة، بالإضافة إلى زيارة الدكتور على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإيرانى لمصر، وما يراه النفيس يصب فى مجال تحسين العلاقات وليس عودتها بين مصر وإيران، كذلك حدوث بعض الانفراجات فى المنطقة العربية بين سوريا والسعودية وإيران ولبنان. كل هذه الدلائل يراها النفيس مدعاة للتفاؤل هذا العام، مستبعدا حدوث أى تضييق أمنى للشيعة.