اعترف الأردن يوم الأربعاء بأن الأردني الذي يشتبه في تنفيذه الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة سبعة من عناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.آي.ايه" في أفغانستان، كان يتعاون مع أجهزتها المخابراتية بينما شككت عائلته في إمكانية أن يكون هو الانتحاري. وقال مسئول أردني رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن اسمه إن: "الأردن استفاد منذ نحو عام من المعلومات المهمة التي كان يقدمها همام خليل البلوي، ونحن بدورنا مررنا هذه المعلومات للأجهزة التي كنا نتعاون معها في إطار الجهد العام لمحاربة الإرهاب". وأضاف: "كما قمنا بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة لأنها موجودة في أفغانستان ولأن بعض هذه المعلومات يتعلق بهذا البلد", وأوضح المسئول أن: "الأردن والولاياتالمتحدة استدرجا همام للتواصل معه في مجال تزويد المعلومات الأمنية". لكن المسئول أكد أن بلاده لا تملك إي أدلة تفيد أن الهجوم الانتحاري الذي استهدف قاعدة أمريكية في خوست في الثلاثين من ديسمبر الماضي نفذه همام خليل البلوي كما تناقلته وسائل الإعلام الأمريكية ومواقع مقربة من القاعدة. ومن جانبها, ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأربعاء أن البلوي كان أفضل مصدر معلومات عن القاعدة للسي.اي.ايه منذ سنوات, واوضحت الصحيفة نقلا عن مسئولين في المخابرات الأمريكية أن الأردني كان يعد مصدرا مهما للمعلومات عن كبار مسئولي القاعدة بما في ذلك مكان وجود أيمن الظواهري المسئول الثاني في التنظيم. وكانت السي.اي.ايه شديدة الحماس للمعلومات التي يمكن أن يقدمها البلوي إلى حد أن مسئولين كبارا في الوكالة وفي البيت الأبيض أبلغوا بأنه سيتوجه إلى أفغانستان للاجتماع بعناصر من الوكالة, إلا أنه بدلا من نقل المعلومات المنتظرة قام بتفجير حزامه الناسف وسط رجال السي.اي.ايه في قاعدة خوست ما أدى إلى مقتل سبعة منهم إضافة إلى ضابط أردني. وأكدت الصحيفة أن ماضي بلوي المتطرف كان معروفا للمخابرات الأردنية والأمريكية إلا أن الجهازين اعتقدا أنه بات مقتنعا بالعمل معهم ضد رفاقه السابقين من الإسلاميين. من جهته, قال أحد أشقاء البلوي بأن شقيقه كان "غاضبا جدا" من العمليات الإسرائيلية في غزة بداية العام الماضي. وقال الشقيق الذي يعمل مهندسا في دبي والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن: "همام كان غاضبا جدا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وكان يرغب بالتطوع عبر نقابة الأطباء الأردنية لتقديم الخدمات الطبية في غزة". أضاف أن: "همام اخبرنا في فبراير الماضي بأنه ذاهب إلى تركيا لكن زوجته التركية لم تره ولم نسمع منه، كما أنه لم يتصل ولم يبعث بأي رسالة الكترونية، كنا قلقين جدا عليه واعتقدنا أنه في غزة". وأكد البلوي بان عائلته أعلمت بوفاة همام في الهجوم عبر مكالمة هاتفية مجهولة من أفغانستان. وأوضح: "تلقى والدي اتصالا هاتفيا من أفغانستان الخميس الماضي الساعة السابعة صباحا من شخص يتكلم لغة عربية ضعيفة أخبره خلالها بأن شقيقي فجر نفسه في قاعدة المخابرات الأمريكية في أفغانستان". وأضاف: "لقد قال المتصل لوالدي: اعلم أن الأمر صعب لكن عليكم أن تتحملوا". يذكر أن ولد البلوي في الكويت في 25 ديسمبر 1977 وله ستة أشقاء أحدهم توأمه وهو موجود حاليا في كندا بالإضافة إلى ثلاث شقيقات، لكن عائلته غادرت الكويت واستقرت في الأردن بعد الغزو العراقي للإمارة إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين العام 1990.