فى الندوة التى عقدت بمجلة الشعر يوم الثلاثاء الثانى من ديسمبر الماضى، لمناقشة ديوان «العائش قرب الأرض» للشاعر والصحفى عيد عبدالحليم، وشارك بها الناقد الدكتور «عبدالمنعم تليمة»،عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، فاجأ الشاعر «سعدنى السلامونى» الحضور والنقاد بسؤال «تليمة» حول صحة الشائعة التى تتردد بفوز الشاعر «أحمد عبدالمعطى حجازى» بجائزة ملتقى القاهرة الثانى للشعر العربى، الأمر الذى نفاه تليمة بشدة، قائلا للسلامونى: «يا أستاذ سعدنى أنت شاعر جميل وأنا أحبك، لكن ما تقوله أمر غير قانونى ولا منطقى، ويتعارض مع لائحة المجلس». وأوضح «تليمة» للحضور أن لائحة المجلس الأعلى للثقافة تنص على عدم جواز تقدم أى قيادة ثقافية به لجائزة فى مجال لجنته، بدليل عدم ترشيح الناقد «د. جابر عصفور» لأى جائزة طوال أمانته للمجلس. وأضاف: إن أحد أهم شروط هذه اللائحة اتصال الإنتاج الإبداعى للمرشح خلال السنوات الخمس السابقة على حصوله على الجائزة، وهو ما لا يتوفر فى «حجازى» الذى توقف إنتاجه الشعرى منذ عشرين عاما. الآن وقد أعلنت جائزة الملتقى، وفاز بها «حجازى»، الذى أعلن قبل يومين أن من حقه الحصول على الجائزة، وأن منصبه لا يمنعه من المنافسة عليها، فإن ردود الفعل على تلك المسألة لم يكن أغلبها فى صالح الشاعر الفائز، وكذلك القانون. فقد وصف الشاعر «أحمد الشهاوى» الطريقة التى حصل بها «حجازى» على جائزة الملتقى بأنها لا تليق به ولا بالجائزة، خاصة أن قيمتها غير كبيرة. وتساءل: «كيف لمقرر لجنة الشعر ومقرر الملتقى أن يمنح نفسه جائزة، هو من شكل لجنة تحكيمها وتحدث إليها، وأوحى بتصريحاته للجميع قبلها بأنه هو الفائز». وقال «الشهاوى»: إن مقرر الملتقى حاول منذ البداية استبعاد المنافسين، خصوصا «سعدى يوسف، و«أدونيس» الذى سبق وأن انسحب من اللجنة التحضيرية لمهرجان «دبى» الذى كان «حجازى» أحد أعضائها، لأسباب معروفة للجميع، وبالتالى كان متوقعا ألا يشارك «أدونيس» فى هذا الملتقى أيضا ليحصل «حجازى» على جائزته. وأضاف يكفى ردود الفعل الباهتة والضعيفة التى تبنتها الصحف المصرية والعربية تجاه نيل «حجازى» للجائزة، وكأنها لم تكن أساسا. وبمرارةٍ واضحة قال أحد أعضاء لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة رافضا ذكر اسمه إن فوز «حجازى» بجائزة الملتقى أمر غير قانونى ولا أخلاقى، ويدمر مصداقية الحياة الثقافية المصرية بأكملها. وأضاف: إن حصول الأخير على الجائزة لم يخضع إلا لمنطق البيروقراطية والسلطة والتشويش الإعلامى والشهرة، أما القانون واللائحة وحتى المعايير الفنية والثقافية فقد تم استبعادها تماما، موضحا أن ما حدث مع «حجازى» لا علاقة له إطلاقا بالشعر. وأوضح أن فوز «حجازى» بالجائزة لهذه الدورة يحرم أى شاعر مصرى حقيقى لعامين أو ثلاثة على الأقل من الفوز بالجائزة لاعتبارات إقليمية، واصفا ما جرى بأنه عملية قاسية وموبوءة.